تداولت وسائل اعلام غربية عديدة في الاونة الاخيرة رسما كاريكاتوريا لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايينوهي تحاول فك انبوب غاز روسي التف حول رقبتها في اشارة الى اختناق اوروبا بالغاز الروسي . وكتب معلقون ان اوروبا بعقوباتها المتتالية على روسيا تسعى الى خنق نفسها ، لا الى اضعاف روسيا التي تدرك جيدا الانقسام الحاصل بين دول الاتحاد بخصوص خفض اعتمادها على الغازالروسي وحاجة عديد الدول اليه على غرار المانيا التي تعاني الآن من انكماش اقتصادي كبير بعد خفض الكرملين امدادات الغازالروسية اليها. ورغم اتفاق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء الماضي بشأن كيفية خفض استهلاك الغاز بنسبة 15 في المئة وخفض اعتمادها على الإمدادات الروسية فإن شبح الاختناق لا يزال قائما. ووفقا للمفوضية الاوروبية فان وقف تدفقات الغاز للاتحادالأوروبي قد يؤدي إلى خفض نحو 1.5 % من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي؛ إذا كان الشتاء بارداً، ولم يتم تقليص الطلب . وقال أندريه كورتونوف رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي الذي أسسه الكرملين: "في خضم ما يرقى إلى حرب اقتصاديةشاملة بين روسيا والغرب، من الصعب أن نتوقَّع من أي من الجانبين الالتزام الصارم بالاتفاقات السابقة" مضيفا " ليس من المحتمل أن تأمل روسيا جدياً أن تؤدي مشاكل الطاقة إلى تغيير موقف الاتحادالأوروبي بشأن أوكرانيا ... لكن من الناحية النظرية؛ من الممكن أن تؤدي الصعوبات الداخلية المتسارعة إلى إحداث تغييرات في الحكومات لدى عدد من الدول الأوروبية، وسيكون القادة الجددأكثر تركيزاً على الشؤون الداخلية، وأقل تركيزاً على أوكرانيا". وذهب الرئيس الروسي السابق ورئيس مجلس إدارة شركة"غازبروم" دميتري ميدفيديف الثلاثاء الماضي إلى أبعد من ذلك حيث كتب على وسائل التواصل الاجتماعي في إشارة إلى ألوان العلم الأوكراني أنَّ "الهستيريا ذات اللونين الأزرق والأصفر قدتسبّبت في إسهال شديد من الخوف من التجمد في منازلهم الباردة، والنظر من النوافذ المغطاة بالصقيع إلى المصانع غيرالعاملة". وتعد أوروبا إلى حد بعيد أكبر سوق لتصدير الغاز الروسي،ويعتمد التكتل على جارته الشرقية في تدبير حوالي ثلث وارداته. وفيما يحاول المحللون استشراف نتيجة كل هذه العقوبات على روسيا ورد الكرملين عليها بمزيد تخفيض امدادات الغاز والطاقةعموما لاوروبا، فإنّ السؤال الذي يبقى مطروحا هو في ما يفكربوتين! ولماذا لم يتحرك سريعا لوقف تدفق الغاز نهائيا الى اروبا؟ والواضح ان اتخاذ مثل هذا القرار يعني خنق اوروبا كما ورد في رسم كاريكاتور رئيسة المفوضية الاوروبية او تغيير اوروباموقفها من روسيا ولكن بعد تغيير الحكومات الحالية! محسن عبدالرحمان