كشف تقرير صهيوني النقاب عن نية حكومة ارييل شارون في البقاء كقوة احتلال في قطاع غزة بعد تنفيذ خطة ما يسمى بفك الارتباط التي ينتظر أن يصوت عليها الكنيست الاسرائيلي اليوم بينما حذر زعيم حزب العمل الاسرائيلي شمعون بيريز من أن فشل الخطة سيؤدي إلى «كارثة» على اسرائيل. وبدأ الكنيست الاسرائيلي بعد ظهر أمس جلسة نقاشات ماراطونية تستمر 17 ساعة للتصويت على خطة الانسحاب المزعوم من غزة. ودعا نائب رئيس الحكومة الاسرائيلي إيهود أولمرت أمس نواب حزب الليكود الذي يتزعمه شارون إلى التصويت لفائدة خطة الانسحاب من غزة. احتلال دائم وبينما يسعى شارون إلى كسب تأييد الكنيست لتنفيذ خطته كشف تقرير لوزارة العدل الاسرائيلية أن الحكومة الاسرائيلية تعتزم السيطرة على قطاع غزة حتى بعد الانسحاب منه. وأوضح التقرير الذي أعدته مجموعة من الخبراء القانونيين في وزارة العدل الاسرائيلية ان قرار مواصلة السيطرة على محور فيلا دلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر وكذلك السيطرة على الطرق الرئيسية المؤدية إلى غزة وعلى المجالين الجوي والبحري للقطاع سيجعل اسرائيل مسؤولة عن كل ما يجري داخل غزة حسب القوانين الدولية. واعتبر التقرير ان اسرائيل ستتمكن من التحرر من المسؤولية فقط إذا تم نقل السيطرة نهائيا إلى طرف آخر. وقال التقرير بسبب مواصلة سيطرة اسرائيل على محور فيلادلفيا وعدم وجود أية جهة مستعدة لتحمل المسؤولية عنه وفرض الأمن والنظام في قطاع غزة بعد الانسحاب فإن ذلك يجعلنا المسؤولين الوحيدين عما يجري في قطاع غزة حتى بعد الانسحاب منه». وزعم معدوا التقرير أنه علينا أن نأخذ في الحسبان حقيقة ان الانفصال عن قطاع غزة لا يعني بالضرورة اخلاء مسؤولية اسرائيل عما يجري في القطاع، وانه يمكن لاسرائيل أن تتملص من هذه المسؤولية فقط إذا وجدت جهة معينة مستعدة لتحملها. توقعات ومخاوف وتوقعت صحيفة «معاريف» العبرية أن يصادق الكنيست مساء اليوم على الخطة ب 66 صوتا مقابل 46 وامتناع 6 نواب عن التصويت في غياب نائبين آخرين، لكن التصويت لن يكون نهائيا حيث ستحتاج خطة شارون إلى عرضها على الحكومة والكنيست مرة أخرى على الأقل من أجل الموافقة على خطوات الانسحاب. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية إن المستوطنين سيمنحون تعويضات كبيرة حيث خصص نحو 900 مليون دولار للعملية برمتها كما سيتم دفع تعويضات لكل عائلة من المستوطنين تتراوح قيمتها بين 200 و300 ألف دولار. ومنذ مصادقة الحكومة الاسرائيلية على هذه الخطة في جوان الماضي فقد شارون الأغلبية في الكنيست حيث لم يعد يعول إلا على 59 نائبا من أصل 120 لأنه لم يتمكن من ضمّ أحزاب أخرى للائتلاف الحكومي المهدد بالسقوط بصورة مستمرة. وأعلن رئيس حزب «ياحد» الاسرائيلي اليساري الجديد يوسي بيلين ان حزبه لن يقدم أي مشروع من شأنه الاطاحة بشارون كي لا يعرقل ذلك تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة. أما زعيم حزب العمل شمعون بيريز فقال انه سيبذل كل ما في وسعه لتنفيذ الانسحاب من غزة لأنه قرار «تاريخي» حسب وصفه. وحذر بيريز من أن فشل شارون في نيل ثقة الكنيست سيكون «كارثة» بالنسبة إلى اسرائيل لأن ذلك يعني استمرار احتلال القطاع. ويعكس تحذير بيريز مدى الارهاق الذي أصاب سلطات الاحتلال الاسرائيلي جراء احتلال غزة واستنزاف مقدراتها لمواجهة تكاليف الاحتلال عسكريا واقتصاديا. واعتبر بيريز ان ما سيجري في الكنيست يعد خطوة حاسمة لأن فشل هذه الخطة سيكون بمثابة الكارثة مشيرا إلى انه لا خيار أمام شارون سوى توسيع الائتلاف الحكومي أو اجراء انتخابات سابقة لأوانها.