جئتني كالنسيم المنعش ليداعب أوتار حياتي الهادئة كما كان النسيم يداعب خصلات شعري أيام الصيف والربيع... جئتني أغاريدا وانغاما تعزف ألحان الخلود على عتبات اعوامي المقفرة... جئتني لا أدري كيف؟ ولا لماذا تسلّلت الى أزقة عيوني الصامتة في وحشية لذيذة. جئتني لا أعرف من أين؟ أتيت تغتال الأوجاع والصقيع وترسم على شرفاتي أوصال الدفء والحنان... جئتني واحة اخضرار في زمن انعدمت فيه الأحاسيس وتشققت فيه العواطف، فنبتت هنا وهناك الأعشاب الطفيلية... جئتني فرحا ونورا احترقت فوقه شوائب الزمن وطيفا يزورني صباحا مساء يرسم لي من حبّات اللؤلؤ كلمات تنتهي عندها آلام الحياة... جئتني بحرا شاسعا، أمواجه عالية صاخبة... وهادئة صامتة أحيانا أخرى... أتيت تطلبني للابحار بلا شراع الى ربوع عالم أغتيل فيه الحزن وفرّت منه آلام الزمان... جئت تغسل أطراف ضياعي وتمسح قطرات الارهاق من بين حنان قلبي لتزرع به ألوان الاخضرار ورائحة الياسمين جئتني صوتا غامضا، ووجها غريبا، ولونا يطل عليّ كلون الخمور العتيقة... أتيت شدوا وأزاهير ونسيما، أتيت ضياعا وصقيعا وألما وحيرة... جئت دفئا وصمتا وثورة فمجهولا... فلماذا جئت؟ ولماذا حطّمت سراديب حياتي وسافرت طويلا في عيوني لترويني؟ لماذا أيقظت أغاني الحياة في شراييني وناجيت في أعماقي أحلام امرأة انتحر في عينيها السبات وأنساب من قلبها تغريد الكروان. * سليمة السرايري (تونس) ---------------------------------------------------------------- **سأسخر من حماقاتي الى من لم تؤمن بعد إن حبّها قدري أسخري كما... ودعني... وآهاتي!! ثم قسوت، وأنكرت ندائي ومزقت أمنياتي، وتجاهلت كل أمنياتي، كنت أراك كل حياتي، وأرضي، وسمائي وقمري ونجماتي وشمسي وزهرتي وجناتي. فاسخري كما شئت منّي ولا تدهشك قراراتي!! قد أنفك سحرك عني وتبخرت غشاواتي، فأسخري كما تريدين وسأسخر أنا أيضا... من كل تلك الحماقات. * رضا بن سالم (حمام سوسة) ---------------------------------------------------------------- **دونتك في عالم الأموات!! ها إنّ الاحزان خانتني فيك يا من كنت أكتب عنك! بالأمس دونتك في عالم الأموات! اتفق! تقف قصائدي على أبواب الورق، تسبح في بحر الفكر، اسألت ذاتي من أكون؟ أسأل دمعة أبياتي التي تسيل على الورق! ناجي وحدتي يقتلني الصمت والكبرياء! وأقبع على حافة النسيان تائهة مع هذا الزمان الغادر! أصارع أفكاري وذاتي الضائعة في سراب أحزاني! * معز العبيدي (سوسة) -------------------------------------------------------------- **أنا الذي... هائم على الارض أبحث هائم حافي القدمين وعاري الزندين... هائم والجميع يسأل من أنت... من تكون؟ فقلت: أنا... أنا الذي داربي الزمان... حتى اغير لوني واصفر جهدي... أنا الذي سربت المطر عطشا وأكلت التراب جوعا... حتى غرقت طينا... أنا الذي وسائدي عشب يابس في الحدائق... أنا الذي تهت بين جدران الحياة أبحث... أنا الذي تعبت ودمعت عيناي شوقا... أنا الذي ناديت ولا أحد يسمع... أنا الذي عبّدت طرقا فكيف الهروب من قدم حافية والعين تنظر؟ كيف الهروب من يوم حار والشمس تمطر؟ قل لي... كيف العروب... وأنا مكاني أسطر؟ * حسناء الطيب (رواد) ----------------------------------------------------------- **ردود سريعة * هاجر الأندلسي تونس: «فلسفة نورمال» قصيدة فيها الكثير من الطرافة ننتظر منك نصوصا أخرى أفضل. * نسيم الرابحي تونس: شكرا على ثقتك في «الشروق» ننتظر منك نصوصا أخرى. * وفاء ماطر: القصائد التي وصلتنا منك واضح أنها من محاولاتك الاولى ننتظر منك نصوصا أخرى. * ياسين المرزوقي قابس: «لا تتألمي» فيها ومضات شعرية جميلة ننتظر منك نصوصا أخرى.