اختلف المؤرخون وأصحاب الطبقات في مكان ولادة ابن رشيق، كما اختلفوا في سنتها فقد ذكر بعضهم انه ولد بالمحمدية بينما اكد آخرون ان مدينة المهدية هي موطنه الأصلي، والمرجح ان ابن رشيق ولد في عام 390ه وليس عام 370ه ولا عام 385ه كما روى بعضهم. فاذا تركنا ذلك الى خلقه العلمي، رأينا منه امانة وتواضعا ينقل الرأي عن غيره فيصرح بذل ويقول: «وقد نقلت هذا الباب عن كتاب ابن المعتز الا ما لا خفاء به على احد من اهل التمييز». وهل يبتغي العلماء اكثر من ذلك حين يطالبون الباحث والمؤلف بذكر المصدر والرجع ونسبة الرأي الى قائله ما لم يكن هو صاحبه؟ وكان ابن رشيق متواضعا بعلمه لا يتيه به ولا يدل بشعره ولا يسمو بنظره الى فوق مرتبته. آثاره يعثر المتصفح لكتب الطبقات والتراجم، على اسماء كثيرة لمؤلفات نسبت كلها الى ابن رشيق. وسنتحدث هنا عما وقفنا عليه من ذلك ونناقشه، ثم نحاول ترتيب ما يتأكد لنا انه له ترتيبا تاريخيا ما اعانت على هذا وسائلنا ونخص كتبه الباقية الى يومنا كلا بكلمة، ولعل في ذلك بعض القيام بحق الرجل. فمما وردت اسماؤه على انه كتب له، وبقي منها وضاع ما يأتي: 1العمدة في صناعة الشعر ونقده 2 قراضة الذهب في نقد اشعار العرب 3 انموذج الزمان في شعراء القيروان 4 الشذوذ في اللغة. (يذكر فيه كل كلمة جاءت شاذة في بابها) 5 الرسائل الفائقة والنظم الجيد وهذه ذكرها له ابن خلكان حين ترجمه (69) كما اثبت له في ترجمة بن شرف: 6 ساحور الكلب. 7 نجح الطلب 8 رفع الإشكال ودفع المحال 9 قطع الأنفاس 10 نسخ الملح ومسخ اللمح ويبدو ان العمدة هو اول ما كتب ابن رشيق، اذ يذكر فيه مقدمة على المعز بن باديس وانشاده بين يديه، وانه ألفه للسيد الأمجد أبي المظالم... رجل الخطب وفارس الكتب ابي الحسن علي بن ابي الرجال الكاتب فإن وقع منه بموقع، وحل من قبوله بموضع... بلغ الارادات، ورجا الزيادات: وأزرق الفجر يبدو قبل ابيضه وأول الغيث قطر ثم ينسكب وهكذا يبدو ان اول الغيث كان كتاب العمدة، ثم تلته القطرات الكثيرة. وفاته رأى صاحب معجم الادباء ان ابن رشيق مات بالقيروان عام 456ه عن 66 عاما. واما صاحب شذرات الذهب، فيقرر ان الرجل مات عام 456 ه، فيما ذكر ابن خلكان انه مات عام 463 ثم عاد ليقول انه مات عام 456ه.