تداولت وسائل إعلام متعددة ما مفاده تجنب رئيس وزراء الحكومة الصهيونية الفاشية بنيامين نتنياهو التوقف في أي دولة من الدول الأوروبية أثناء رحلته إلى واشنطن الشهر القادم وذلك خوفا من اعتقاله إذا ما صدرت مذكرات بهذا الشأن من محكمة الجنايات الدولية وهي فرضية ممكنة إلى أبعد الحدود بعد دعوة المدعي العام لهذا الهيكل القضائي لإصدار البطاقات اللازمة بشأن نتنياهو نتيجة الجرائم البشعة التي يقف وراء تنفيذها والتي تصنف ضمن خانة الإبادة الجماعية مكتملة الأركان. حالة الذعر التي يعيشها نتنياهو من احتمالية إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال بحقه تؤكد مرة أخرى أن هذا الأخير قد فقد كل أوراقه وأن بقاءه في الحكم أصبح عبئا على شعبه وعلى العالم بأسره ومواصلته في السلطة ليس إلا نتيجة المكابرة والهوس المرضي بالكرسي وتجنبا لسقوط مدوّ بات قريبا وفق كل المؤشرات سيقوده لا محالة إلى المحاكمات داخليا نتيجة إخفاقاته المتواترة وجرّه الكيان المحتل إلى هزائم مذلة على جميع الأصعدة والمستويات بطريقة غير مسبوقة منذ تأسيسه إثر وعد بلفور المشؤوم وخارجيا مع تعهد المحاكم الدولية بملف الجرائم التي يرتكبها رئيس وزراء دولة الاحتلال وطغمته الفاشية والتي ستجعله مطاردا ومطلوب القبض عليه أينما حلّ وتحرّك. وما بات يقينا اليوم هو أن نتنياهو قد أصبح حملا ثقيلا حتى على أقرب حلفائه وتهديدا كبير للأمن والسلم الدوليين وهو الذي يسعى إلى تفجير المنطقة وجرها إلى أتون حرب شاملة إرضاء لهوسه بالسلطة ولأسباب سياسوية ضيقة وهو السيناريو الذي تسعى العواصم الغربية إلى تجنبه لأن أي صراع شامل في الشرق الأوسط سيشكّل تهديدا لمصالحهم التي يسعون لحمايتها بل إن تأسيس هذا الكيان الغاصب كان فقط من أجل ذلك الهدف في ظل المدّ السوفياتي ولمنع كل نهضة عربية ممكنة وبالتالي فليس من مصلحة أحد توسيع نطاق الصراع من أجل استدامة حكم رئيس الوزراء الصهيوني الذي أصبح تواجده في الحكم ورطة حقيقية لمسانديه. ولئن كان رئيس وزراء الكيان الغاصب يدوس على كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية في سبيل المضي في تنفيذ جرائمه الوحشية، فإنه وفي المقابل لا يلقي بالا للمطالب الداخلية التي أصبحت اليوم شعبية وسياسية والمتعلقة بالتوصل إلى صفقة مع حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية من أجل إطلاق سراح الرهائن من خلال سعيه إلى إفشال كل جهد في هذا الصدد ومواصلة تصعيد حربه الوحشية ضد الفلسطينيين رغم المطالبات بإيقافها ورغم كل تلك التقارير حتى الإسرائيلية منها التي تؤكد جميعها أن الحرب لن تمكّن الصهاينة من تحقيق أي من أهدافهم وأنه لا سبيل اليوم أمام الإسرائيليين غير التوصل إلى اتفاق ينهي هذا العدوان الوحشي. ولم تتبقى اليوم أمام القيادة السياسية الصهيونية وأمام نتنياهو بالذات خيارات كبرى أو هامش تحرّك غير الذهاب نحو صفقة تنهي هذه الحرب لأن المضي في هذا العدوان الغاشم سينتهي بالإطاحة العاجلة بالحكومة الفاشية التي قادت إسرائيل إلى أكبر هزائمها على كل المستويات على مدى تاريخها وهو ما صار في هذه المرحلة مطلبا شعبيا وسياسيا للإسرائيليين الذين سيحمّلون لا محالة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير آثام كل هذه الحرب الظالمة التي ستنتهي بهم أمام المحاكم وتجعلهم محاصرين داخليا وخارجيا. هاشم بوعزيز