قروض دون فوائد للتونسيين في اطار هذا البرنامج..تفاصيل جديدة وآخر المستجدات..#خبر_عاجل    وزارة الشؤون الاجتماعية: إلغاء إضراب أعوان الشركة التونسية للكهرباء والغاز    عاجل/ هذا ما تقرر بخصوص اضراب "الستاغ"..وهذه التفاصيل..    HONOR تطلق في تونس هاتفها الجديد HONOR X6c    عاجل : فيفا يفرض قواعد جديدة لراحة اللاعبين...تعرف عليها    النادي البنزرتي: سمير يعقوب "يواصل" .. وفائض طفيف في التقرير المالي    النادي الإفريقي: "محمد الشافعي" يكشف المستور .. وقائمة جديدة من الديون    الترجي الرياضي: غيابات بالجملة في التمارين    خدمة ''SOS إجراءات'' تعود لمساعدة المؤسسات التونسية في تجاوز التعطيلات الإدارية    استشهاد 100 فلسطيني في غارات الاحتلال على غزة    ترامب يهدد روسيا بعقوبات في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حول أوكرانيا خلال 50 يوما    عاجل/ انقلاب قارب وفقدان 11 شخصا قبالة هذه الجزر..    النفطي يشارك في حفل استقبال انتظم بمقر إقامة سفيرة فرنسا بتونس، بمناسبة العيد الوطني الفرنسي    زغوان: جلسة عمل بمقر الولاية حول متابعة وضعية التزود بالماء الصالح للشرب في الجهة    كيفاش تختار توجيهك الجامعي؟ نصائح من مستشارة    رئيس منظمة إرشاد المستهلك: هاو كيفاه لازم نتعاملو مع الشنڤال    أزمة ديون الجمعيات الرياضية محور جلسة عمل بوزارة الشباب والرياضة    ريال مدريد يتعاقد مع الظهير الأيسر كاريراس    من كأس العالم إلى باب الخروج.... هل قرر البلايلي المغادرة فعلا؟    الإسبانية بادوسا ستغيب عن ملاعب التنس بعد إصابة جديدة في الظهر    كيفاه باش تكون درجات الحرارة الايامات الجاية وحالة البحر؟    طقس اليوم: الحرارة في انخفاض طفيف بهذه المناطق    طقس اليوم الثلاثاء    الفنانة الفرنسية الهايتية نايكا على مسرح الحمامات: سهرة شبابية ممتعة رغم قصر مدة العرض    برنامج الدّورة 66 لمهرجان سوسة الدّولي    تلوث الهواء يفتك بالملايين سنويًا: الصحة العالمية تكشف عن أرقام صادمة    في الصيف... هل تعلم ماذا تفعل 10 دقائق داخل السيارة بجسم طفلك؟    علاج جديد للسكري يؤخر ظهور الأعراض لسنوات    بشرى سارة للتونسيين: بدائل لتسهيلات الدفع للراغبين في الاصطياف بالنزل..#خبر_عاجل    بقرار من إدارة ترامب.. "ناسا" تخفي تقارير عن التغير المناخي    سوريا: حظر تجول في السويداء والجيش يعلن ملاحقة "خارجين عن القانون"    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    بسبب حرب غزة.. الاتحاد الأوروبي يدرس إجراءات محتملة ضد إسرائيل    حملة تطهير في منطقة باب بحر: 14 مخالفة صحية وحجز عشرات الكراسي والطاولات    مهرجان سوسة الدولي:"مقام العشاق"في الإفتتاح" والرشيدية في الإختتام    تاريخ الخيانات السياسية (15)نهاية ملوك إفريقية    مدنين: إخماد حريق اندلع بسوق الملابس المستعملة بمدينة مدنين دون تسجيل أضرار بشرية    انطلاق التسجيل في خدمة الاطلاع على الصيغة الاجمالية للناجحين في البكالوريا عبر الاساليات القصيرة    ديوان الحبوب يؤكد عدم تسجيل أضرار في الحبوب المجمّعة جراء الأمطار الأخيرة    لقاء تونسي - جنوب إفريقي لدعم التعاون الصحّي والابتكار في إفريقيا    شركة نقل تونس: استئناف الجولان على الخط الحديدي تونس-حلق الوادي-المرسى على المسلكين    لحظة مذهلة في مكة: تعامد الشمس على الكعبة وتحديد دقيق للقبلة    منوبة: وفاة زوجين وطفلهما في انقلاب شاحنة خضر    القصرين: تقدّم موسم حصاد الحبوب بالجهة بنسبة 76 بالمائة    أسبوع الأبواب المفتوحة : وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية تصغي للتونسيين المقيمين بالخارج المهتمين بالاستثمار في الفلاحة    عاجل/ حجز كميات هامة من اللحوم والمواد الغذائية الفاسدة بهذه الولاية    من الكاف إلى دبي: توأم التحدي بيسان وبيلسان يسطع نجمهما في تحدي القراءة العربي!    قبل حفلتها في قرطاج : لطيفة العرفاوي توجه رسالة لجمهورها    حرب على التهريب: حجز بضائع بأكثر من 115 مليار في 6 أشهر فقط!    ب360 مليون؟ أجر نجوى كرم في قرطاج يصدم الفنانين و إدارة المهرجان توضح !    7 عادات صباحية بسيطة... تغيّر حياتك من أول أسبوع!    أيام قرطاج المسرحية: متى يعلن عن موعد الدورة الجديدة ؟    الدورة السادسة لمهرجان الفل والياسمين من 13 الى 16 أوت المقبل بمدينة الحمامات    وزير التربية: قبول الحاصلين على معدل 14 من 20 فما فوق لدخول الإعداديات النموذجية    الداخلية السورية تتدخل بالسويداء بعد اشتباكات أوقعت عشرات القتلى    أعلام من بلادي: عزيزة عثمانة .. أميرة الورع والخير    تاريخ الخيانات السياسية (14): القصر لساكنه..    التوانسة الليلة على موعد مع ''قمر الغزال'': ماتفوّتش الفرصة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق : غزة... «أوشفيتز» القرن 21
نشر في الشروق يوم 19 - 05 - 2025

إبادة وحشية وتطهير عرقي، وحصار خانق في مساحة جغرافية محدودة، وشهداء وجرحى بالعشرات يوميا ومليونا شخص يتضوّرون جوعا وعطشا... كل ذلك يحدث في قطاع غزة وسط صمت وتواطؤ عربي ودولي مخز.
لم تعد المقارنات بين ما حدث في معسكرات الاعتقال النازية "اوشفيتز" في الحرب العالمية الثانية، و ما يحدث الآن في قطاع غزة "غير مقبولة"، بل على العكس تماما ثابتة و متطابقة الى حدّ كبير و الاختلاف الوحيد هو أن الضحيّة أصبح جلاّدا.
ففي غزة اليوم، يحاصر الموت المدنيين من كل حدب وصوب، فإما قصفا أو إعداما أو جوعا أو عطشا أو مرضا، ولا سبيل الى الخلاص أبدا حيث عجز العالم قاطبة عن التدخّل ضدّ أطول استعمار وحشي في القرن 21. هذا الحصار المتواصل منذ قرابة الثمانين يوما، تسبّب حسب الأرقام المتوفّرة في أن أكثر من 65 ألف طفل مهدّدون بالموت بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء الكافي. فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن لديها من الإمدادات ما يكفي لمعالجة 500 طفل فقط من سوء التغذية.
ووفقا للأمم المتحدة أيضا، إن لم تصل مساعدات جديدة فإن نحو 71 ألف طفل دون سن الخامسة مهدّدون بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر 11 المقبلة.فيما أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 57 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية، منذ بدء الحصار في 2 مارس الماضي.
وعلى المنوال ذاته كشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عن تدمير أو تضرر نحو 92 بالمئة من المنازل في قطاع غزة، جراء العدوان الصهيوني الوحشي المتواصل للشهر ال19 على التوالي.
ورغم ذلك كلّه، لا يأبه نتنياهو وحكومته الفاشية بكل هذه المأساة المروّعة. بل يتحدّون العالم أجمع والمضي في عملية عسكرية جديدة هدفها احتلال كامل قطاع غزة وتهجير أهلها.
يحدث ذلك كلّه بينما يحظى الرئيس الامريكي دونالد ترامب المسؤولة بلاده رأسا على كل هذه الابادة، بالترحاب والرقص و تريليونات الدولارات ليخرج لاحقا ويقول لأصحابها إنه لولا الولايات المتّحدة الأمريكية لما وجدوا ولما ظلوا في الحكم أياما .
وعلى المنوال ذاته، تركع أوروبا على ركبتيها وتكتفي بالإدانة للسلوك الصهيوني النازي. بينما تواصل تقديم كل الدعم السياسي والعسكري والاستخباراتي له، عكس قناعاتها وعكس ما تسوّقه من القيم والمبادئ وحقوق الإنسان التي يبدو انّها صيغت فقط للإنسان الغربي دون سواه.
إن ما يحصل اليوم في قطاع غزة هو وصمة عار على الانسانية جمعاء، وانحطاط وتدنّ للقيم الإنسانية التي أصبحت توزّع حسب الدين والعرق والطائفة. وهي مقدّمات لعالم مستقبلي لن تسوده سوى الوحشيّة والمصالح والحروب.
وإن كان الكيان الصهيوني الذي لا يملك في جعبته للعيش إلا القتل والدم، يظن أنّه بإبادة غزة وتهجير أهلها سينعم بالسلام وسيبدأ في التوسّع أكثر فهو واهم. فمهما بلغ الهوان والذلّ بهذه الأمة فإن لكل ظالم ساعة ولكل قوة مهما بلغت عظمتها نهاية.
بدرالدّين السّيّاري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.