الداخلية تدعو مستعملي المدخل الجنوبي للعاصمة إلى حلول بديلة لتفادي الاكتظاظ مع العودة المدرسية    وزارة الشؤون الدينية : شروط جديدة للعمرة    تونس: حجز أكثر من 15 ألف كرّاس مدرسي    خطر على المستهلك: دعوة عاجلة لتسوية وضعيات محلات تعليب المواد الغذائية    عاجل/ تحت حراسة مشدّدة: 21 سفينة لأسطول الصمود ترسو ببنزرت    عاجل/ الكشف عن تفاصيل الساعات الأخيرة قبل هجوم الدوحة…    مونديال الكرة الطائرة 2025 - الياس بوعشير يعوض حمزة نقة في قائمة المنتخب التونسي    تونس تشارك ب4 لاعبين في بطولة العالم للكرة الحديدية الحرة بايطاليا    تحت شعار "نعدو من أجل تونس أكثر خضرة ": هذا موعد الدورة 38 لماراطون كومار تونس قرطاج الدولي..    سحب رعدية متوقعة في أشد مناطق الأرض جفافًا    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان التشكيلي والفوتوغرافي وديع المهيري    وزارة الصحة تحذر من مخاطر السمنة وتقدم نصائح للوقاية    الفنان لطفي بوشناق يشارك في مهرجان البدر بالفجيرة    مجلس الأمن يدين الهجوم الإسرائيلي على قطر ويشدد على دعم سيادتها    الحماية المدنية: 153 تدخلا للنجدة والإسعاف بالطرقات خلال ال24 ساعة الفارطة    وزير الإقتصاد والتخطيط ونظيرته المصرية يؤكدان على توفر الفرص والإمكانيات للإرتقاء بالعلاقات الإقتصادية الى مستويات أرفع    كرة اليد: بعث بني خيار ينتدب الظهير الفرنسي عبد الله ماني    المنجي حسين رئيسا جديدا لمستقبل قابس    النادي الإفريقي: فوزي البنزرتي يفقد خدمات هذا اللاعب في الكلاسيكو    فريق أوروبي يرفض التفريط في خدمات مهاجمه إلى الترجي الرياضي    للتونسيين: 4 دول تطلٌبك للعمل    الاحتفاظ بشاب صوّب سلاحا ناريّا مزيّفا نحو دورية أمنية بسيدي بوسعيد    طقس اليوم: سحب قليلة على كامل البلاد والحرارة تتراوح بين 26 و37 درجة    نيبال.. سقوط عشرات الضحايا والاحتجاجات تغير ملامح العاصمة وايقافات تشمل الالاف...    عشرات الشهداء في غزة بغارات ونيران لجيش الاحتلال    القيروان: محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الفولطاضوئية ستمكن من التقليص ب 50 مليون دينار من نفقات إنتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي    المرصد التونسي للطقس: استقرار جوي إلى غاية 20 سبتمبر واحتمال    عاجل: إعادة فتح باب التسجيل لاطفال التحضيري    تحذير لكلّ إمرأة تونسية: مادة في طلاء الأظافر مسرطنة    هام/ تسليم 8 مساكن لعائلات شهداء المؤسسات العسكرية والأمنية بهذه الولاية..    توسعة نشاط المستشفى الرقمي ليشمل 7 ولايات جديدة    وزارة الثقافة تبحث تحضير ملف إدراج قرية سيدي بوسعيد في لائحة التراث العالمي لليونسكو    الجناح التونسي في منتدى الاتحاد العالمي للمدن ببكين السياحية يجذب اهتمام الزوار الصينيين    خالد بوجمعة: انطلاق أسطول الصمود من ميناء بنزرت غدا بعد الظهر    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    القيروان: قرب دخول محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بحيز الإنتاج    عاجل/ "FBI" تعرض مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن قاتل تشارلي كيرك..    برنامج أبرز مباريات اليوم الجمعة و النّقل التلفزي    المندوب الروسي بمجلس الأمن: ما الذي يمنع إسرائيل بعد قصف الدوحة من مهاجمة أي عاصمة في العالم؟    ترامب تحت إجراءات حماية مكثفة ومن خلف ألواح الزجاج المقاوم للرصاص    خطبة الجمعة .. مكانة العلم في الإسلام    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    بسبب غزة.. أكثر من 4000 سينمائي عالمي يوقعون على تعهد بمقاطعة صناعة السينما الإسرائيلية    مع الشروق : الحقد السياسيّ الأعمى ووطنية الدّراويش    أبراج 12 سبتمبر: يوم يحمل فرصًا جديدة لكل برج    توننداكس يقفل معاملات حصة الخميس على ارتفاع بنسبة 0,75 بالمائة    الكاف: أضرار فلاحية هامة بسبب تساقط كميات من البرد    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان التشكيلي والفوتوغرافي وديع المهيري    غدا: اعادة فتح باب التسجيل عن بعد لأطفال الأقسام التحضيرية    وزارة الصحة تمنع تصنيع أو توريد طلاء الاظافر الذي يحتوي على مادة "TPO" المسرطنة    كندار: حالة وفاة وإصابات خطيرة في حادث مرور بين سيارتين    الدورة الأولى من "سينما جات" بطبرقة من 12 إلى 14 سبتمبر 2025    القيروان: الدورة 3 للمهرجان الجهوي لنوادي المسرح بدور الثقافة ودور الشباب والمؤسسات الجامعية    مهرجان المناطيد الدولي يرجع لتونس في التاريخ هذا...وهذه تفاصيله والأماكن المخصصة    مواطنة أمريكية لاتينية تُعلن إسلامها في مكتب مفتي الجمهورية    تطوير جراحة الصدر واستعمال أحدث التقنيات محور لقاء بوزارة الصحة    عاجل: هشاشة العظام أولوية وطنية: نحو القيام بإجراءات جديدة    إلغاء رحلات السفينة قرطاج من وإلى جنوة خلال هذه الفترة…#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق : غزة... «أوشفيتز» القرن 21
نشر في الشروق يوم 19 - 05 - 2025

إبادة وحشية وتطهير عرقي، وحصار خانق في مساحة جغرافية محدودة، وشهداء وجرحى بالعشرات يوميا ومليونا شخص يتضوّرون جوعا وعطشا... كل ذلك يحدث في قطاع غزة وسط صمت وتواطؤ عربي ودولي مخز.
لم تعد المقارنات بين ما حدث في معسكرات الاعتقال النازية "اوشفيتز" في الحرب العالمية الثانية، و ما يحدث الآن في قطاع غزة "غير مقبولة"، بل على العكس تماما ثابتة و متطابقة الى حدّ كبير و الاختلاف الوحيد هو أن الضحيّة أصبح جلاّدا.
ففي غزة اليوم، يحاصر الموت المدنيين من كل حدب وصوب، فإما قصفا أو إعداما أو جوعا أو عطشا أو مرضا، ولا سبيل الى الخلاص أبدا حيث عجز العالم قاطبة عن التدخّل ضدّ أطول استعمار وحشي في القرن 21. هذا الحصار المتواصل منذ قرابة الثمانين يوما، تسبّب حسب الأرقام المتوفّرة في أن أكثر من 65 ألف طفل مهدّدون بالموت بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء الكافي. فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن لديها من الإمدادات ما يكفي لمعالجة 500 طفل فقط من سوء التغذية.
ووفقا للأمم المتحدة أيضا، إن لم تصل مساعدات جديدة فإن نحو 71 ألف طفل دون سن الخامسة مهدّدون بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر 11 المقبلة.فيما أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 57 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية، منذ بدء الحصار في 2 مارس الماضي.
وعلى المنوال ذاته كشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عن تدمير أو تضرر نحو 92 بالمئة من المنازل في قطاع غزة، جراء العدوان الصهيوني الوحشي المتواصل للشهر ال19 على التوالي.
ورغم ذلك كلّه، لا يأبه نتنياهو وحكومته الفاشية بكل هذه المأساة المروّعة. بل يتحدّون العالم أجمع والمضي في عملية عسكرية جديدة هدفها احتلال كامل قطاع غزة وتهجير أهلها.
يحدث ذلك كلّه بينما يحظى الرئيس الامريكي دونالد ترامب المسؤولة بلاده رأسا على كل هذه الابادة، بالترحاب والرقص و تريليونات الدولارات ليخرج لاحقا ويقول لأصحابها إنه لولا الولايات المتّحدة الأمريكية لما وجدوا ولما ظلوا في الحكم أياما .
وعلى المنوال ذاته، تركع أوروبا على ركبتيها وتكتفي بالإدانة للسلوك الصهيوني النازي. بينما تواصل تقديم كل الدعم السياسي والعسكري والاستخباراتي له، عكس قناعاتها وعكس ما تسوّقه من القيم والمبادئ وحقوق الإنسان التي يبدو انّها صيغت فقط للإنسان الغربي دون سواه.
إن ما يحصل اليوم في قطاع غزة هو وصمة عار على الانسانية جمعاء، وانحطاط وتدنّ للقيم الإنسانية التي أصبحت توزّع حسب الدين والعرق والطائفة. وهي مقدّمات لعالم مستقبلي لن تسوده سوى الوحشيّة والمصالح والحروب.
وإن كان الكيان الصهيوني الذي لا يملك في جعبته للعيش إلا القتل والدم، يظن أنّه بإبادة غزة وتهجير أهلها سينعم بالسلام وسيبدأ في التوسّع أكثر فهو واهم. فمهما بلغ الهوان والذلّ بهذه الأمة فإن لكل ظالم ساعة ولكل قوة مهما بلغت عظمتها نهاية.
بدرالدّين السّيّاري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.