يزاحم بعدد زواره والمجاورين لمقامه معظم اولياء القيروان الكثيرين، وفي القرنين الماضيين كانت قبابه الخمس البيضاء كالشهب الساطعة في سماء القيروان كما يقول الدكتور المنجي الكعبي في كتابه «القيروان». وتؤكد الروايات ان هذا الولي الصالح كان له تأثير عجيب على احمد باي. فقد أنفق هذا الاخير المال الوفير في بناء زواية الولي سيدي عبادة، لأنه كان يعتقد في مناقبه وكراماته. وكان عمر عبادة منسوبا في صغره الى صناعة الحدادة العريقة بالقيروان ولكنه عندما «تجذب» صار يصنع على غير المقاسات المعتادة ولغير استعمال واضح فجاءت مصنوعاته غاية في المتانة والضخامة وهو الان سر عظمته او قل سر لغزه المحير. وقد بلغ من شيوع تسمية الناس ابناءهم باسمه وهذا دليل آخر على شهرته ان غلب في وقت من الأوقات على اسم الصحبي والمعز وابراهيم واسماء أخرى معروفة. ومن مناقبه المشهورة الاخبار عن الحدثان وشفاعته المقبولة لدى اصحاب السلطة بحق من لاذ بحرمه. وكذلك تنديده باليهود لاحتكار تجارة البلاد بأيديهم. توفي عبادة في عام 1272 ه / 1855م ودفن بخلوته التي رممت لتأوي معرضا بجميع آثاره وسيوفه العجيبة.