عندما نحاول كشف بعض ما يعرقل تقدم الكرة التونسية بتسليط الضوء على أهم المشاكل يظن البعض أننا نفعل ذلك تحت شعار «إذا طاحت البقرة تكثر سكاكينها» ولم يعلم هذا البعض ان السكين الحقيقي مغروس في صدورنا لأننا نتألم مع كل كلمة وكل حقيقة ونتمنى لو كانت أحوالنا أضل بكثير مما نحن فيه.. ومشكلتنا الوحيدة ايماننا القاطع بأن الواحد منّا يبقى سنوات طويلة ليتعلم الكلام.. وعندما يتعلم هذا الكلام من غير المعقول ان يصمت... المنتخب مثلا.. قلنا وأعدنا وكررنا و»أصرّينا إلحاحا» بأنه بدأ يترنح وان الثقة التي زرعها قدوم المدرب لومار بدأت تتزعزع تحت شعار «شوية من الحنة.. وشوية من رطابة اليدين» لكن هل تغيّر شيء.. وهل فعل لومار والجامعة بما أشار اليه أغلبنا؟ وهل استقام حال المنتخب في هذا الظرف الذي من المفروض أن نكون جاهزين فيه بنسبة تسعين بالمائة للنهائيات الافريقية؟ الأسئلة عديد ستظل تبحث عن أجوبة نتمنى ألا تأتينا بعد الأوان خاصة بعد أن حمي وطيس استعدادات المنافسين لموعد «تونس 2004» ومنهم منتخب جنوب افريقيا الذي نستقبله اليوم فوق معشب المنزه سائلين الجمهور الحضور المكثف من أجل واجب وطني حتى وان بقي العود أعوج.. فلقاء اليوم نتمنى أن ينجح من كل الجوانب الفني والجماهيري ليفيد المنتخب ولو من الناحية المعنوية خاصة أن المنافس حضر الى تونس معززا بأبرز عناصره ولم يأتنا للفسحة والسياحة وبالتالي علينا أن نتعامل معه بجدية تامة حتى لا نزيد في تأزم العلاقة بين الجمهور والمنتخب والمدرب وحتى لا ندخل متاهات يصعب الخروج منها. على جناح الألم مدرب جنوب افريقيا استنجد بلاعب يبلغ من العمر 39 عاما فقط لأن المنتخب يحتاجه.. والمدرب روجي لومار رفض دعوة بية والسويح رغم الحاجة المؤكدة لهما في ظل انهيار معنويات بعض اللاعبين واصابة البعض الآخر... على جناح الأمل عندما يصفّر الجمهور ضد لاعبينا فمعناه اننا نستبيح ذبح المنتخب في زمن وجب علينا البحث عن أسباب وصوله الى هذا الحدّ... فعندما يجدّ الجدّ لانجد في صفوفه أي أسد.. وبالتالي حين تأتي ساعة الحساب لا يجب أن نستثني أي أحد..