وافق مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس على إرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى العراق حيث صوت 93 من الأعضاء مقابل معارضة ثلاثة أعضاء فقط لصالح زيادة عدد القوات الأمريكية بعشرين الف جندي تضاف إلى خطة إنفاق وزارة الدفاع (البنتاغون) لعام 2005 . وقال العضو الديمقراطي في المجلس، جاك ريد في معرض توضيح دعمه للزيادة المقترحة بأن الحرب على العراق وأفغانستان «تضع ضغطا كبيرا واحتجازا على الجنود.» وقد جاءت موافقة مجلس الشيوخ في أعقاب موافقة مماثلة من مجلس النواب الأمريكي ولكن أن تتم الزيادة على ثلاث مراحل. وقد وافق المجلس على دفع 1.7 مليار دولار لتغطية نفقات القوة الجديدة من أصل المبلغ المخصص لتغطية نفقات الحرب الأمريكية على أفغانستان والعراق للعام المقبل. وبتجنيد عشرين ألف جندي جديد فإن عدد القوات النظامية الأمريكية ستبلغ 502400 جندي. وكان العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ، جون ماكين قال بأن الولاياتالمتحدة «تحتاج إلى فرقة كاملة تقدر بعشرين ألف جندي وربما أكثر على الأرجح.» في العراق. ويذكر أن قوات الاحتلال الأمريكي في العراق الآن تقدر بنحو 140 ألف جندي إلى جانب نحو 9 آلاف جندي بريطاني وعدة آلاف من جنود الدول الراغبة في الحرب على العراق. ويذكر أن ثماني فرق من مجموع الفرق العشرة التي تشكل الجيش الأمريكي النظامي مرتبطة بالعمليات العسكرية في العراق. وقد جاءت موافقة الكونغرس على زيادة القوات الأمريكية في العراق في ضوء رفض حلف شمال الأطلسي المشاركة في الحرب على العراق، وفشل الحكومة الأمريكية في إقناع العديد من حلفائها إرسال قوات إلى العراق. كما أن تعزيز قوات الاحتلال الأمريكي في العراق بقوات أمريكية في كوريا الجنوبية ومن قوات المارينز في مناطق المحيط الأطلسي والهادي سيحدث على حساب تقليل المقدرة الأمريكية للرد على تهديدات أخرى. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الإبقاء على أعداد كبيرة من القوات الأمريكية في العراق حتى نهاية العام المقبل «أمر لا يستطيع الجيش بقوته الحالية تلبيته بدون أن يدفع ثمنا باهظا في مجال الاستعداد القتالي المستقبلي ومعدلات التجنيد.» ويقول خبراء عسكريون أن الجيش الأمريكي لا يستطيع أن يضع بصورة مريحة أكثر من ثلث ألويته المقاتلة والتي تبلغ 33 لواء في مناطق خطوط الجبهة، أي نحو 14 لواء تقريبا في العراق واثنين في أفغانستان واثنين آخرين في أماكن أخرى بما في ذلك كوريا حتى الآن على الأقل. وللإبقاء على نحو سبعة ألوية في الميدان فإن إخراج هذه القوات من الخدمة قد تأخر وتم إعادة القوات إلى القتال بصورة أسرع وتم القفز عن بعض التدريبات. ويعتقد هؤلاء الخبراء أن توسيع الجيش الأمريكي لتغطية هذه المتطلبات بسهولة لن يكون عمليا ولا حكيما، لأن ذلك سيتطلب أن يكون هناك أكثر من 50 لواء مقاتلا كما كان حال الجيش في نهاية الحرب الباردة وأن مثل هذه الحشد سيتطلب على الأقل عامين لاستكماله وسيكلف عشرات المليارات سنويا في وقت يبلغ العجز في الميزانية الأمريكية رقما قياسيا.