دمشق الشروق من مبعوثنا الخاص سفيان الأسود : شهدت الجلسة المسائية لأشغال مؤتمر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يوم أمس الاول اعلان اتحاد العمال المصري بصفة رسمية انسحاب مرشحه من سباق الامانة العامة ليكون الجزائري «حسن جمام» (وهو الامين العام الحالي) المرشح الوحيد في المؤتمر. انسحاب المرشح المصري لم يمرّ في صمت حيث تولى السيد محمد راشد رئيس اتحاد نقابات عمال مصر تلاوة بيان ساخن جدا على اعضاء المؤتمر قال فيه ان ترشيح مصري للأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب لم يكن موجها ضد اي بلد عربي او ضد الجزائر. وقال رئيس نقابات مصر : «إننا رأينا أن ساحة المؤتمر قد تحولت الى ساحة للاقصاء وهو ما أصابنا بالصدمة». وأضاف : «إننا نُعلن سحب ترشحنا راجيا ان يقينا الله شر أنفسنا...» ويذكر ان ترشح المصري «عبد المنعم الغزالي» قد اثار رد فعل نقابات بلدان المغرب العربي خاصة التي أعلنت مساندتها المطلقة وتمسكها بإعادة ترشيح الامين العام الحالي «حسن جمّام». ويبدو ان موقف الاتحاد العام لعمال سوريا والذي اتضح صباح امس الاول والذي كان مدعما لترشح «حسن جمّام» قد حسم الموقف داخل المؤتمر. ولعبت نقابات بلدان المغرب العربي دورا كبيرا طيلة أيام المؤتمر في كسب الدعم للمرشح «حسين جمّام» وذلك بشكل قوي يبدو أنه اثار حفيظة اتحاد النقابات المصرية. وكان واضحا ان المرشح المصري يحظى بدعم نقابات السودان واتحاد عمال لبنان واتحاد عمال اليمن رغم تأكيد مصادر قريبة من نقابات المغرب العربي ان العديد من النواب الذين ساندت نقاباتهم المرشح المصري كانوا سيمنحون أصواتهم للأمين العام الحالي «حسن جمّام». كواليس المؤتمر كانت ساخنة جدا الى حد بروز بعض التوتر في علاقات بعض الوفود وقد تأكد من خلال «كواليس» المؤتمر التأثير الكبير الذي تملكه نقابات المغرب العربي في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العربي. ولم تُخف مصادرنا ان بعض الوفود قد عبرت في «كواليس» المؤتمر عن نيتها في الانسحاب اذا لم يتم التقيد بكل بنود دستور الاتحاد. ويبدو ان انسحاب المرشح المصري قد جنّب النقابات العربية الانقسام في المؤتمر 11 للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالرغم من الفتور الذي برز في العلاقة بين بعض الوفود. ويشارك الاتحاد العام التونسي للشغل في مؤتمر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بوفد رفيع المستوى برئاسة الامين العام «عبد السلام جراد» ويضم كل من «محمد الطرابلسي» و»الهادي الغضباني» و»محمد سعد» و»منصف اليعقوبي» و»علي رمضان» أعضاء المركزية النقابية الى جانب «الناصر السالمي» الكاتب العام لجامعة البلديين و»لطفي الحمروني» كاتب عام جامعة الأشغال العامة و»منجية الزبيدي» منسقة لجنة المرأة العاملة و»اسماعيل حيدر» كاتب عام اتحاد الشغل بقابس و»حسن عباسي» كاتب عام اتحاد القيروان... وعُرف الوفد التونسي بثقله الكبير وتأثيره البالغ ليس فقط على أشغال المؤتمر بل لعب دورا حاسما ومهما في «الكواليس».