رغم ما طرأ من تغييرات على المفاهيم وأسس العلاقة بين المرأة والرجل فإن حواء لا تزال تتمسك ببعض العادات من الموروث القديم التي تؤكد انها تحب دائما ان تكون محلّ اهتمام الطرف الآخر. وهل هناك طريقة افضل من تقديم الهدية للتعبير عن الحب والاهتمام خاة في فترة الخطوبة؟ وقد ارتبط تقديم الهدية للخطيبة لدينا بالمناسبات العامة كالأعياد الدنية والمولد في اطار ما يعرف بعادة «الموسم» المتداولة كثيرا في هذه الايام. ونحن في انتظار عيد الفطر المبارك، فهل مازال الرجل وفيا لهذه العادة وحريصا على أدائها؟ هذا ماحاولت «الشروق» معرفته من خلال محاورتها لعدد من الشبان المقبلين على الزواج. ومن بإمكانه التخلي عن هذه الفريضة؟ هكذا بدأ السيد «منذر» حديثه عن «الموسم» الذي يؤرقه هذه الايام. يقول منذر: «اكثر شيء يشغلني مع اقتراب هذه المناسبات هو «الموسم» ومتطلباته فأنا مرتبي محدود للغاية واعمل ما بوسعي للتحضير لزواجي في الصائفة القادمة لذلك فإن مثل هذه المناسبات تربكني وتسبب لي الخلل في ميزانيتي». ويضيف: «رغم كون خطيبتي متفهمة لوضعيتي فإنني احرص على عدم احراجها امام عائلتها خاصة وانهم رفضوني في البداية بسبب امكانياتي المحدودة لذلك احاول الظهور دائما امامهم في المستوى وأتدبّر امري واقدّم لها الهدايا». «خالد» شاب مقبل على الزواج وقد خطب فتاة احبّها قبل اربع سنوات لكنه اضطر الى الانتظار حتى تكمل فتاته دراستها الجامعية ويقوم هو الآخر بالادخار للزفاف. يقول خالد: «رغم كون خطيبتي من عائلة ميسورة فإن والدتها تصر على احضار «الموسم» وتعتبره عربون حب وتمسك بالخطيبة. وأتذكر انني في احدى المرات لم تسمح لي ظروفي بتقديم اي شيء غضبت وجاهرتني العداء وطلبت من ابنتها ان تقطع علاقتها بي لأنني لست جديرا بها، لأنها تعتبر ان الموسم عربون حب وتمسك بالخطيبة». عادة قديمة ويتدخل صديقه «سمير» المتزوّج حديثا ليؤكد ان الموسم كان يمثل واجبا ثقيلا بالنسبة اليه، لانه يعتبر ان تقديم الهدية يجب ان يكون بصفة تلقائية ورمزية دون قيود او فرض حتى يزيد من اواصرالودّ بين الخطيبين لكن اصدار البعض على تحويله الى فرض وواجب جعل منه شيئا تقبلا وهو ما افقده كل المعاني الجميلة. ويضيف: «سمير» ان «الموسم» عادة قديمة كانت تجد تبريرا لها في السابق عندما كان الخطيب لا يلتقي بخطيبته الا في المناسبات حيث يحرص على زيارتها رفقة اهله في بيت عائلتها ويقدّم لها الهدايا. اما اليوم فانهم يلتقيان دون قيود ولهما كل ايام العمر لتبادل الهدايا فلماذا الإصرار على المناسبات إذن؟ ويرى «مراد» ان «الموسم» ومشاكله هو ما جعله يؤجل اعلان خطوبته بشكل رسمي على الفتاة التي اختارها، لان امكانياته محدودة ولا تسمح له بتقديم الهدايا في كل مناسبة وفصل. خاصة وانها اصبحت مشروطة بتقديم اشياء ثمينة كالذهب والاشياء ذات الثمن الباهظ». المهم بالنسبة لمراد هو كون «خطيبته» متفهمة لوضعه وتدرك مدى تعلقه وتمسكه بها. للخروج من المأزق السيد «سيف» مقبل على الزواج هو الآخر في الربيع المقبل يقول ان الرجل «الذكي» يخرج من مأزق الموسم، بأخف الاضرار مثلما فعل هو والكثير ممن يعرفهم. ويضيف: «بما ان الموسم فقد معناه كهدية رمزية وأصبح مشروطا ومرتبطا بمناسبات معيّنة فإن الرجل اصبح يتعامل معه بشكل اكثر عقلانية حيث يقدم على شراء الاشياء التي يضمن انها ستعود اليه في المستقبل بعد الزواج، كطاقم الاكل او القهوة او الفرن الكهربائي او زربية وهي اشياء مضمونة ستعود عليه بالنفع مستقبلا». ويعترف «سيف» بأنه فعل ذلك بناء على نصيحة عدد من الاصدقاء المتزوّجين وقد لاحظ ان الكثيرين اصبحوا يحذون حذوه. ويذكر «سيف» ان احد اصدقائه كاد يفقد خطيبته بسبب الموسم حيث اقدم على شراء قدر بالضغط (Cocotte) في الموسم هو ما اغضب والدتها واعتبرتها اهانة في حق ابنتها ولولا تدخل اهل الخير لكانت العلاقة انتهت يومها». وهكذا يقول سيف ان معظم الرجال اصبحوا يتحيلون على الموسم ويراوغونه باقتناء اشياء تعود عليهم بالفائدة وترجع اليهم في آخر المطاف.