شعارها في الحياة الجمال وهدفها تحقيقه بمختلف الطرق، ولأنها آمنت بجدوى هذا القطاع (أي التجميل) والمكانة التي سيحظى بها مستقبلا غيّرت وجهتها من دراسة اللغة والآداب الانقليزية الى التعمق في دراسة التجميل والتخصص فيه. فقد كان عشق السيدة محاسن كسكاس للتجميل كبيرا ونابعا من رغبة دفينة في ذاتها الباحثة عن مواطن الجمال في أي مكان. وحتى نعرف المزيد من رحلة ضيفتنا مع الجمال وعن كيفية بلوغها درجة هامة من النجاح في حياتها العملية والصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها المهنية وكيفية تجاوزها لها، كان معها هذا اللقاء. التقيناها وهي بصدد تجميل احدى حريفاتها وسألناها عن انطلاقتها فأجابتنا أن بدايتها مع التجميل جاءت نتيجة ولع شديد وحب دفين لهذا الميدان بالذات فقد كانت مدفوعة دفعا نحو هذا الاختصاص وكنتيجة لذلك انقطعت عن دراسة اللغة والآداب الانليزية بعد اجتيازها للباكالوريا لتلتحق بأحد معاهد التجميل بفرنسا إثر سفرها صحبة زوجها هناك وتقول: «وجدت في البداية التشجيع الكبير من قبل زوجي الذي آمن بعمق موهبتي في هذا المجال لذلك أراد أن يساهم في وضعي على الطريق الامثل لتفجير طاقاتي الابداعية وإثبات وجودي كذات فاعلة ونشيطة في اختصاص التجميل وبالفعل أقبلت على دراسة التجميل بكل شغف فوجدت نفسي حريصة على دراستي ومتلهفة على التعمق فيها فصرت أسهر حتى ساعات متأخرة من الليل لمراجعة دروسي بعد أن كنت أدرس الانليزية إرضاء لوالدي ولعائلتي، وبفضل اجتهادي الكبير تحصلت علىشهادة في اختصاص التجميل ودخلت سوق الشغل بعد أن قمت بعديد التربصات بمراكز عالمية للتجميل بفرنسا وفي غضون سنوات قليلة أصبحت لديّ الخبرة الكافية التي تخوّل لي الاعتماد على نفسي. * مركز متعدد الاختصاصاتبعد عودتها الى أرض الوطن بعثت السيدة محاسن كسكاس مركز حلاقة وتجميل مختص في الحلاقة وتجميل الوجه واليدين وتقديم خدمات التدليك كان ذلك سنة 1983 وخلال بعض السنوات صار لديها حرفاء قارون رغم الاقبال المحتشم على هذا المركز ومع ذلك راهنت ضيفتنا على عقلية التونسي المتفتحة والآفاق المرجوة من قطاع التجميل في تونس وحصلت على قرض تمكنت بمقتضاه من توسيع مركزها لينضاف اليه قاعة حلاقة وتجميل للرجال ومخبر تصوير. ثم تحصلت على قرض ثالث بغية إنشاء مركبها الحالي وهو مركب محاسن للتجميل تقدم من خلاله كل الخدمات المتعلقة بالتنحيف والتجميل والحلاقة وتقديم خدمات تجميلية طيبة باعتماد أحدث التقنيات على المستوى العالمي. ** رهانات تقول السيدة محاسن: «أنا بطبعي أعشق الامور الصعبة ولا أحبذ سلك الطرق السهلة لذلك راهنت على بعث مشروع وضعت فيه كل أموالي رغم علمي الجيد أن مجال التجميل في تونس لم يصل بعد الى المرتبة التي يحظى بها في البلدان الغربية ومن هذا المنطلق لم تثنني الصعوبات عن بلوغ هدفي لكن يمكن القول ان انفصالي عن زوجي سبب لي بعض المشاكل المعنوية ولم يؤثر سلبا على حياتي المهنية بل العكس فإن نجاحي عرف أوجه خلال الفترة التي ابتعدت فيها عن زوجي لكنني في النهاية اخترت أن أنقذ عائلتي من التشتت وقررت تقليص اهتمامي بعملي والاعتناء أكثر بعائلتي بعد أن وعدت زوجي بذلك. كما أعتبر الاقبال المحتشم على المركز خلال سنوات الثمانينات وبداية التسعينات من أهم المشكلات على المستوى المادي. وعن كيفية نجاحها تقول: «راهنت كثيرا على إيماني بقدراتي الشخصية على الابداع وإقناع الناس بجدوى ما أقدمه وأهمية الجمال والاناقة في حياة الانسان. كما اعتبرت أن العزيمة والاصرار على بلوغ الهدف شرطا أساسيا كان لابد منه في كفاحي من أجل نجاحي والحمد لله انني تمكنت من استقطاب الحرفاء سواء من داخل تونس أو خارجها بفضل جودة ما أقدمه في مجال التجميل». وتضيف السيدة محاسن كسكاس أن سعادتها في الحياة تتضاعف كلما أحسّت أن الناس أصبحوا أكثر اهتماما بجمالهم. وبالتالي فهي ترفع على الدوام شعار: «إحساسك بجمالك متعة حياتك». وعلى هذا الاساس فإن حصولها عل معارف اضافية بخصوص مجال التجميل ومحافظة مركزها على حرفائها وإحراز نظرات الاعجاب من المحيطين بها يشكل أهم ثروة في حياتها.