سوف يحفظ التاريخ أن سنة 2004 كانت سنة أشعّت فيها تونس إقليميا ودوليا وشكلت نقطة استقطاب للعالم كله.. فقد زخرت السنة التي نودع بأحداث كبيرة صنعها قائد كبير وأهلته ليكون رجل العام بامتياز.. فقد شهدت بلادنا محطة سياسية تمثلت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي كرّست التعددية في أرقى مضامينها ومعانيها.. حيث تنافس المترشحون للرئاسية وتنافست القوائم في التشريعية في أجواء من الحرية ومن الديمقراطية لمسها المواطن لمس اليد بالخصوص من خلال الحصص الاذاعية والتلفزية التي حظيت فيها أحزاب المعارضة بأضعاف ما حظي به مرشحو التجمع من وقت.. وبذلك خرج المسار الديمقراطي منتصرا أولا من هذه المحطة بفضل الإرادة السياسية الواضحة والمصممة التي تغمر فكر ووجدان الرئيس بن علي وبذلك أيضا تدخل بلادنا سنة جديدة من العمل والكد على درب إنجاز المشروع الانتخابي لرئيس الدولة والذي هو بامتياز مشروع لتونس الغد. عربيا، صنع الرئيس بن علي الحدث أيضا من خلال الاشراف بحكمة واقتدار على إنجاز وإنجاح القمة العربية بتونس.. وهي قمة شهدت رجّة فريدة أحدثها الرئيس بن علي من خلال قرار تأجيلها حرصا على إعطاء العمل العربي المشترك والتضامن العربي مضمونا ملموسا يرقى الى مستوى انتظارات الشارع العربي ويرقى أيضا إلى مستوى التحديات والرهانات المطروحة إقليميا ودوليا.. وهو ما أمكن تحقيقه بانعقاد القمة في موعدها الثاني (ماي الماضي) ليخرج التضامن العربي منتصرا أولا ولتخرج القمة بقرارات مطبوعة بالواقعية والاعتدال ولينطلق قطار الاصلاح والتحديث بقرار عربي وبأياد عربية.. وهو ما يكتب بحروف مضيئة في سجلّ الرئيس بن علي. على المستوى الدولي فقد أشعّت بلادنا في محطتين على الأقل.. تمثلت الأولى في قمّة دول غرب المتوسط 5 + 5 والتي ولدت باقتراح من الرئيس بن علي الذي كان له شرف تنظيم دورتها الأولى ليضع بذلك حجر الأساس لجسر صلب بين ضفتي المتوسط يرمي الى إرساء أسس تعاون نزيه ومتكافئ.. أما المحطة الثانية فقد مثلها صندوق التضامن العالمي الذي ولد بفكرة ومبادرة أطلقهما الرئيس بن علي ليحظى بإجماع المنتظم الأممي.. ليس هذا فقط فإن العقل الذي رسم الفكرة الخيّرة قد رفدها بخطوة عملية لإدخال صندوق الخير حيّز العمل وذلك من خلال تخصيص 10 من حجم التبرعات لفائدة الصندوق الوطني للتضامن لعام 2004 لفائدة الصندوق العالمي.. كل هذه المحطات وغيرها كثير اجتمعت لتصنع تألّق تونس وإشعاعها ولتدعم رصيدها في محيطها الاقليمي والدولي.. وهي محطات وأحداث صنعها بحكمة واقتدار قائد إسمه زين العابدين بن علي.