سنة تحتضر... موجة من البرد والصقيع تُغلّف أيّامنا... والمطر رذاذا يتساقط... ويُبلّل كل شيء... ونحن نهرب من أيامنا... نفكر في السنة الجديدة... في الغد الذي انتظرناه طويلا... في طوابير أحلامنا المؤجلة... ومثل أطفال أبرياء نبتسم في وجه أحزاننا... ونُطلق أمانينا... ونمضي في انتظار أن ينتهي انتظارنا... كم رقصنا في آخ كلّ سنة... وتبادلنا التهاني والهدايا... ووزّعنا ضحكاتنا رشاوى للقدر... ولكن بابنا لم يُطرق... وبريدنا ظلّ فارغا... والرسال التي ننتظر أخطأت العنوان. وهي تمضي مسرعة... كطيف هذه الحياة... مغرية وجامحة مثل أنثى... جميلة وشائكة مثل زهرة... وعلينا أن نحثّ الخطى... نعانق أحلامنا... ونطلق أسراب أمانينا... أمنية للوطن... أمنية للحب... وأخرى للنجاح... ولا نكتفي... أمنية للقدس... للعراق... ولكل عربي في السنة الجديدة... أرسل تهاني العيد عبر بريد القلب... لعلّها تصل... فبين القلوب تسقط الحواجز جميعها... وتُلغى جوازات السفر... قد يحسّ الغائب بالدفء في شتاء الغربة... ينبض قلب صديق قديم... أو حبيب قديم... ويغمره الحنين... ويضيء الحب من جديد في عتمة أيامنا وليالينا... لم ينته الطريق بعد... والصقيع لم ينل من قلوبنا مازالت حارة وسخية وعاشقة لهذه الحياة... دعوة حبّ... بضع أمنيات، وابتسامة في العام الجديد تكفي لنبدأ من جديد...