في زمن لم نعد نسمع بل نشاهد، نشاهد كمّا هائلا من الفيديو كليبات التي تعرض على عشرات القنوات الفضائية المتخصصة في الغناء حتى صرنا نعرف الفنان بأغنيته المصورة (فيديو كليب)، فهل صار الفيديو كليب الشرط الأول لبروز الفنان وانتشاره؟ وهل صارت المقاييس الفنية «التقليدية» عاجزة أمام الفيديو كليب لإنجاح الأغنية؟ أسئلة طرحتها «الشروق» على أهل الفن التونسي، وأجمع الفنانون المستجوبون على أن الفيديو كليب صار عنصرا ضروريا لإنجاح الأغنية، ضرورة أنتجها عامل تنامي القنوات الفضائية المتخصصة في الغناء وشركات الإنتاج. الفيديو كليب ضروري... لكن! اعتبرت الفنانة نبيهة كراولي أن الفيديو كليب عنصر إضافي عصري ينضاف الى عناصر أخرى لتبليغ العمل الفني، ويعدّ ضروريا خاصة في ظلّ تنامي القنوات المتخصصة وفي ظل عصر الصورة وتضيف نبيهة كراولي أنه رغم ضرورة الفيديو كليب لإنجاح الأغنية فهو يبقى عنصرا مرتبطا بعناصر أخرى تقول «يجب أن يقدم الفيديو كليب في صورة جيدة ويخدم الكلمة ويتماشى مع موضوع الأغنية ولحنها فلا يكون مسقطا على الأغنية فضلا عن الصوت المقنع والحضور الركحي للفنان القادر على الإقناع». فيكون بذلك حسب رأي نبيهة كراولي مكمّلا للمقاييس التقليدية لنجاح الأغنية من الكلمة واللحن والأداء. وتشبه نبيهة كراولي الفيديو كليب ب»الجناح» الذي يسافر عوضا عن الفنان لتبليغ الأغنية الى الجمهور في الداخل والخارج. في حين تشبه الفنانة درصاف حمداني الفيديو كليب ب»الجسر الأول» الذي يعتمده الفنان لإيصال الأغنية باعتباره يؤدي وظيفته ويخدم الأغنية وهو بمثابة «شريط قصير» تتوفّر فيه سيناريو وحكاية ويجسّد كلمات الأغنية، لكنها في المقابل اعتبرت أن رغم ضروريته لإنجاح الأغنية وانتشار الفنان، فيجب أن يرتبط بعناصر وشروط اذ تقول «لا قيمة للفيديو كليب دون حضور مسرحي وركحي للفنان». وأضافت أن الكثير من الفنانين الذين لهم أعداد هائلة من الأغاني المصورة يفتقدون حضورا ركحيا ومسرحيا وغير قادرين علي التعامل في المسرح. «فلا قيمة للفيديو كليب دون حضور ركحي للفنان على المسرح وقدرته على التواصل مع الجمهور». الفيديو كليب: الحل لانتشار الأغنية التونسية من جهته وصف الفنان الهادي التونسي الفيديو كليب بظاهرة جديدة يشهدها المجال الفني، وقد ساهم في ابتعاد الجمهور عن الاستماع إلى الأغاني الطربية، مؤيدا بذلك رأي كل من نبيهة كراولي ودرصاف حمداني في أن الفيديو كليب صار ضروريا لانتشار الفنان والتعريف بأغانيه، بل اعتبره الوسيلة الناجعة لانتشار الأغنية التونسية. واعتبر أن الفنان التونسي غير قادر على الانتشار عربيا والنجاح دون فيديو كليب خاصة مع تكاثر الفضائيات العربية وأمام تزايد الفيديو كليب فالصوت والكلمة واللحن والأداء عناصرغير كافية لوحدها لانتشار الأغنية التونسية بقدر ما يكمّل الفيديو كليب هذه العناصر لإنجاحها وإيصالها الى الجمهور العربي. واعتبر أن الفنان التونسي يمرّ بعراقيل تمنعه من الانتشار بسبب قلّة شركات الكاسيت والفضائيات المتخصصة في الغناء كالموجودة بالعالم العربي ودعا الفنان الهادي التونسي شركات الكاسيت بالقيام بدورها والأخذ بيد الفنان التونسي لإيصال الأغنية التونسية وظهور فضائيات متخصصة تساعد الفنان على إنتاج فيديو كليب للأغاني التونسية قادرة على مواكبة الكم الهائل من الفيديو كليبات العربية.