تطالعنا من حين لآخر بعض العناوين التي لا تمّت إلى الواقع بصلة وخاصة إذا كانت تمسّ ميدانا حساسا ونعني بذلك «التعليم» وآخر هذه العناوين ما صدر «هل تخلى المعلم عن دوره؟» هذا السؤال كان يفترض أن لا يُطرح فالمعلم يبقى في مرتبة يجب ألا تمسّ وألا تطالها يد حاقد ولا قلم كاتب فهو المثل الأعلى وهو الذي نحت المجتمع وصعد الجميع على درجاته واستناروا بضيائه ويكفي المعلم فخرا حديث سيد الخلق ص «لو لم أكن نبيا لكنت معلما». على المرء أن يطرح السؤال بصفة علمية: أين هو دور الولي؟ فالواقع يوضّح ويُبيّن أن الولي هو الذي تخلى عن دوره في عديد الأحيان هذا الدور الذي يجب أن يكون متكاملا مع المدرسة فإلى جانب توفير اللوازم المدرسية والأدباش ومرافقة الابن إلى باب المدرسة لا بُدّ من القيام بما هو أهم من ذلك وأعني الاعتماد على النفس ومتابعة المعلمين بالفصل والمحافظة على أوقات الفراغ واستغلالها في ما يمكنه أن يدعم ملكاته الذهنية واحترام المربي (وهنا لا يسعني إلا أن أذكر حادثة) وقعت ذات يوم من ذات سنة بعد عديد السنوات التي بيّض زمنها شعرات رأسي لما قصدني أحد الأولياء مزمجرا مرافقا ابنته ومطالبا بحق مكتسب فاق حق إحدى الشعوب في تحقيق المصير والمتمثل في عدم قدرة هذه البنت على كتابة فقرة (Auto dictée) عشر مرات علّها تحفظها مشافهة وكتابة حتى تتمكن من إثراء زادها اللغوي والرسمي. فأي نظرة للمعلم بعد ما حدث؟ وأي علاقة بين التلميذ والمربي بعد ذلك اليوم؟ وأي... وأي؟... فلنترك المعلم يقوم بواجبه ولنقم كأولياء بواجباتنا الأساسية حتى تكتمل العملية التربوية وحتى تكون المدرسة فضاء مناسبا للتعلم والتربية ولبناء طفل اليوم رجل الغد. * محمد بنحمد (مدير مدرسة قرمبالية)