باحت مرحلة الذهاب لبطولة الآمال بكل أسرارها بعد إجراء ما تبقى من مقابلات متأخرة وتوّج الترجي الرياضي ببطولة الخريف متقدما على ثلاثي النادي الإفريقي والاتحاد المنستيري والنجم الساحلي بنقطتين لينحصر الصراع منطقيا بين هذا الرباعي علما وأن حصيلة الترجي والنجم والإفريقي كانت في الموسم الماضي أفضل بكثير. وإذا كان الاتحاد المنستيري المفاجأة الحقيقية السارة فإن أكثر من فريق ظهر هذا الموسم بوجه أفضل من المواسم السابقة مثل نادي حمام الأنف والأولمبي الباجي. إذن كيف ظهر كل فريق هذا الموسم؟ وما هي حظوظ كل واحد في باقي مراحل السباق؟ الترجي الرياضي (26 نقطة) : إياب صعب محتكر بطولة الآمال منذ عودتها انطلق بقوة ثم تراجع وسجل عدة عثرات غير منتظرة ويكفي أن نذكر أنه خسر 13 نقطة كاملة ولولا عثرات ملاحقيه المفاجئة لأزيح من المرتبة الأولى. ينتظره إياب صعب بما أنه يتحول إلى سوسة والحديقة «أ» والمنستير وصفاقس وهي تنقلات صعبة جدا قد تكلفه التفريط في لقب احتفظ به طويلا. النادي الإفريقي (24 نقطةظ) : قاهر الكبار قهر أبناء سمير السليمي كل الكبار حيث أجبروا الترجي على اقتسام النقاط في الحديقة «ب» وفازو اعلى النجم في سوسة لكنهم سجلوا عثرات غير منتظرة بدورهم وفرطوا في لقاءات سهلة لو كسبوها لكانوا الآن بمفردهم في الطليعة مثل لقاء الأولمبي الباجي في الحديقة «أ». إياب الإفريقي أسهل من ذهابه وبإمكانه تدارك فارق النقطتين والالتحاق بالطليعة. الاتحاد المنستيري (24) المفاجأة السارة كان الاتحاد المنستيري المفاجأة السارة للموسم وأوقف كل الكبار واحتل المرتبة الثانية عن جدارة ولولا بعض العثرات المفاجئة لكان في الطليعة بمفرده بإمكانه التدارك في الإياب والمنافسة بجدية على اللقب. النجم الساحلي (24) : لغز محير شتان بين آمال لطفي الحسومي وآمال الموسم الحالي رغم أن المجموعة هي نفسها فرغم أن النجم هو الأقوى على الورق ويملك زادا بشريا ضخما فإنه فشل في احتلال الصدارة. النجم ظل يفتقر إلى الحلول اللازمة كلما استمات منافسه وظل في اللقاءات الأخيرة يعول على إضافة المهاجم ياسين الشيخاوي القادر على تغيير وجه مباراة بمفرده بينما تاهت عديد الأسماء الأخرى. لاعبو النجم في حاجة إلى محاسبة أنفسهم ومراجعة حساباتهم لأن المردود يقاس بالعطاء لا بالأسماء. والسؤوال المطروح : هل يهتدي النجم إلى الحلول اللازمة بعد التحاق هدافه بالأكابر في مرحلة الإياب؟ النادي الصفاقسي (20) : دون المأمول لئن راهن البعض على النادي الصفاقسي في بداية الموسم فإن أبناء الأبيض والأسود لا حوا دون المستوى المأمول في مرحلة الذهاب واكتفوا بالمرتبة الخامسة بفارق ست نقاط كاملة عن صاحب الطليعة. فرغم جنيهم بعض النتائج الإيجابية مثل التعادل مع الإفريقي في الحديقة «أ» تعتبر الحصيلة دون المطلوب. لكن كل شيء يظل ممكنا في مرحلة الإياب سيما وأن الفريق يستقبل كل الكبار على أرضه. الأولمبي الباجي نادي حمام الأنف : تحول إيجابي تطور مردود الفريقين هذا الموسم بشكل إيجابي جدا رغم الصعوبات الجمة التي يعانيها نادي حمام الأنف خاصة في التمارين الفريقان حققا نتائج إيجابية ويتمركزان في مراتب متقدمة نسبيا ولو آمنا بحظوظهما أكثر فإن النتائج ستكون أفضل بكثير. الملعب التونسي : كان بالإمكان أحسن مما كان كان من المفروض أن تكون وضعية الملعب التونسي أفضل لأنه مصنف ضمن الكبار لكن شبان البقلاوة ظلوا يتأرجحون منذ مواسم بين المتوسط والرديء. ورغم خروجهم بالتعادل أمام الإفريقي والترجي فإنهم انقادوا إلى هزيمتين مخجلتين أمام النجم في باردو كأسا وبطولة. المطلوب من شبان البقلاوة مزيد العمل والإيمان بالقدرات وليضعوا نصب أعينهم أنهم ينتمون إلى فريق ضارب في العراقة حتى لا ينحنوا أمام صغار النوادي. النادي البنزرتي : تذبذب كانت نتائج نادي عاصمة الجلاء متذبذبة فرغم تألقهم في بعض المقابلات فإنهم لاحوا في البقية دون المطلوب قد يكون لانطلاق التحضيرات بصفة متأخرة وتعزيز عدد من اللاعبين صفوف الأكابر وراء التراجع. قوافل قفصة : لم يخيب الظن رغم أن نتائجه تعتبر متوسطة فإن قوافل قفصة لم يخيب الظن ويكفيه فخرا الفوز في أربع مقابلات في أول موسم له بالوطني «أ» والوقوف الند للند أمام الكبار. مستقبل المرسى : تطعيم الأكابر يتراءى لمن يتابع نتائج آمال المستقبل أنها دون المطلوب لكن الحقيقة أنه لا يمكن المطالبة بالمزيد والأسباب منطقية وموضوعية ففريق آمال المرسى ساهمت عدة عوامل في تراجعه أولها صعود لاعبين إلى الأكابر وهذا يمكن تصنيفه مع الإيجابيات ولكن أيضا خسارة المدرب منصف بلحسن والمسؤول الأول عن الفريق السيد عبد الرزاق ساسي هذا الثنائي مثل خروجه خسارة فادحة لفريق الآمال بعد العمل الكبير الذي أنجزه في مامضى من مواسم آمال المرسى في حاجة إلى مزيد العناية حتى ترسي مجموعة من اللاعبين بأمان على شاطىء الأكابر. النجم الخلادي : عدم الاستقرار لم تكن نتائج النجم الخلادي مستقرة فبينما كسب مقابلات هامة مثل الفوز على صاحب المرتبة الثانية الاتحاد المنستيري في عقر داره وإجبار الترجي على اقتسام النقاط خسر الخلادية نقاطا هامة كانت في متناولهم. الترجي الجرجيسي نجم حلق الوادي والكرم : استفاقة متأخرة تكبد الترجي الجرجيسي عدة هزائم وتجمد رصيده في أسفل الترتيب قبل أن يستفيق في آخر مرحلة الذهاب ويحسن ترتيبه وينهي المرحلة الأولى ب12 نقطة. نفس الكلام تقريبا يمكن قوله على نجم حلق الوادي والكرم الذي عجز طوال عشر جولات عن جني أي نقطة وعجز عن مجاراة النسق قبل أن يستفيق ويحقق أربع نتائج إيجابية متتالية ويجبر النجم الساحلي في الجولة الأخيرة على اقتسام النقاط ولو كان التحكيم عادلا لكان الفوز من نصيب أبناء الضاحية الشمالية هذا التطور الإيجابي يبشر بمردود وترتيب أفضل في مرحلة الإياب. هذه إذن قراءة في مسيرة مختلف النوادي في ذهاب بطولة الآمال وتوحي كل الدلائل بإن المردود سيكون أفضل في الإياب لأن التنافس سيكون أشد ولا جدال أن السباق سيحتفظ بكل أسراره حتى النهاية.