روى مدني عراقي أن جنودا أمريكيين ألقوا به مع أحد أقاربه تحت تهديد السلاح من على جسر فوق نهر دجلة وأن الجنود ضحكوا عندما غرق قريبه. وأدلى العراقي الناجي بشهادته امام محكمة نظرت في قضية مجندة في الجيش الامريكي متهمة بقتل مدني عراقي عمدا بإلقائه من فوق جسر. وتواجه المجندة في جيش الاحتلال الامريكي تراسي بيركنز عقوبة بالسجن تصل الى 29 عاما في اتهامات تشمل القتل الخطأ والاعتداء والتآمر وعرقلة سير العدالة. وزعم محامو تراسي أنه لم يكن هناك جثّة ولا وفاة ولا جريمة، وقال شهود استدعاهم الادعاء انهم سمعوا بيركنز تقول على موجات اللاسلكي «سيبتل شخص ما الليلة». وقال مروان فاضل للمحكمة العسكرية ان بيركنز أمرت جنودا تابعين لها بإلقائه في النهر مع قريبه زيدون حسون (19 عاما) الذي توفي غرقا. وأضاف فاضل من خلال مترجم ان قريبه كان ينقل أدوات صرف صحي من بغداد الى سامراء عندما احتجزهما الجنود الامريكيون قبل بضع دقائق من موعد حظر التجول مساء يوم 3 جانفي 2004 وأن الجنود أخذوهما في ذلك الوقت الى حافة الجسر تحت تهديد السلاح. وتابع فاضل: أخذنا نرجوهم بألا يلقوننا في الماء وقلنا بالانقليزية «نرجوكم، نرجوكم، ولكن عبثا». وقال فاضل ان الجنود ألقوا بهما من على الجسر في الماء العكر من ارتفاع 3 و3.5 أمتار، مضيفا، وجه الجنود بنادقهم الينا وكانوا يضحكون. ومضى فاضل في شهادته قائلا: انه لا يستطيع تحديد ما اذا كانت بيركنز من بين المشتركين في العملية. وزعم عدد من الجنود في شهادتهم ان بيركنز لم تصدر أمرا مباشرا ولم تشارك في الحادث. وزعم جنود آخرون دعاهم محامو الدفاع كشهود انهم شاهدوا شخصين عراقيين موجودين على الشاطئ في أمان بالقرب من المكان الذي أجبرا منه على السقوط في الماء. لكن مأمون حسون والد الشاب الذي قتل في الحادث قال ان أفراد الأسرة أخرجوا جثة من النهر بعد 12 يوما من الواقعة ودفنوه خلال ساعات. وقال مأمون حسون من خلال مترجم: آخر مرة رأيت فيها ابني كان جثة هامدة، وتم اطلاع الاعضاء الستة لهيئة المحلفين على صورة لجثة يقول المدعون انها لزيدون حسون. لكن الطبيب الشرعي الذي فحص شريط فيديو للجثة قال انه لا يمكن ان تكون هذه الجثة قد ظلت في الماء لمدة أسبوعين. وأسقط القاضي العقيد غريغوري غروس احدى التهم الموجهة الى بيركنز مستندا الى نقص الأدلة حسب زعمه وأسقط القاضي تهمة التآمر التي كان يمكن ان تنزل عقوبة بالمتهم لا تزيد عن 3 أيام. وفي سياق متصل أعلن مسؤولون أمريكيون أن الاعتداءات الجنسية داخل الجيش الامريكي في العراق حملت «البنتاغون» على تغيير سياسته. واتخذت وزارة الدفاع الامريكية خطوات تهدف الى منع زيادة الاعتداءات الجنسية في الجيش الامريكي وذلك في إطار تغيير لسياسة الوزارة في هذا الشأن عقب سلسلة من الاعتداءات على جنديات يعملن في صفوف الجيش ويخدمن في العراق من قبل زملائهن من الرجال.