رام الله غزةعواصم (وكالات) أكدت السلطة الفلسطينية ان الكرة اصبحت في الملعب الاسرائيلي وان التحدي الاكبر الذي يواجه العام اليوم بعد انتخاب محمود عباس رئيسا للفلسطينيين يكمن في العدوان الصهيوني الذي شدّدت حركتا «حماس» و»الجهاد الاسلامي» على الاستمرار في مقاومته. ورحبت عدة اطراف دولية وعربية امس بانتخاب عباس لرئاسة السلطة الفلسطينية فيما قالت الحكومة الصهيونية انها لا تنظر بارتياح كبير لذلك مشيرة الى انها ستحكم على عباس بالافعال وليس بالأقوال. وقد اعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية امس عن فوز محمود عباس، مرشح حركة «فتح» في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية التي جرت امس الاول. الكرة... في الملعب الاسرائيلي وفي تعليقه على نتائج هذه الانتخابات قال وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات امس ان الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي. وأضاف في تصريحات له ادلى بها في رام الله ان الكرة في الملعب الاسرائيلي وأهم تحدي هو استمرار السياسات الاسرائيلية في العدوان والاستيطان والجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية. وحذّر عريقات من انه ما دام هذا العدوان والاستيطان وبناء الجدار مستمرا فإن الامور ستظل مرشحة للانهيار.. وطالب عريقات في هذا الصدد الولاياتالمتحدة بإجبار الحكومة الاسرائيلية على العودة الى طاولة المفاوضات وعملية السلام. وأكد عريقات ان الانتخابات الرئاسية الفلسطينية التي جرت امس الاول تمثل رسالة الى العالم وتحديدا الى الرئيس الامريكي جورج بوش مفادها ان المشكلة ليست في الديمقراطية ولا في النظام والمؤسسة الفلسطينية وانما هي في الاحتلال الصهيوني. وأوضح عريقات قائلا: اننا نرى لأول مرة في التاريخ شعبا تحت الاحتلال يجري الانتخابات في ظل الاغلاق والحواجز والقصف. وقد هنأت حركة «حماس» الفلسطينية امس من جانبها محمود عباس بانتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية وقالت انها تحترم خيار الشعب الفلسطيني ومستعدة للتعاون مع عباس لكنها ستواصل المقاومة. وقال الشيخ حسن يوسف، القيادي البارز في «حماس» بالضفة الغربية: لقد هنأنا عباس بالفوز لكن يجب ألا ننسى انه حصل على نسبة 65 بالمائة من اصوات الناخبين الذين لم تتجاوز نسبتهم ال 60 بالمائة في هذه الانتخابات. واعلنت حركة الجهاد الاسلامي من جهتها انها ستتعاون مع عباس لكنها دعت الى استمرار الانتفاضة.. وأعلنت مصادر فلسطينية مطلعة امس الاول ان كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة «فتح» ابدت موافقتها على الانضمام للاجهزة الامنية ودعم القرارات السياسية للقيادة الفلسطينية. وقالت المصادر ان قادة كتائب شهداء الاقصى بمن فيهم زكريا الزبيدي بعثوا برسالة الى «أبو مازن» يؤكدون فيها انهم ملتزمون باحترام القرارات السياسة للقيادة الفلسطينية وبوقف الانتفاضة في اطار اتفاق سلام شامل بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. ورحبت الاردن امس بانتخاب عباس معربة عن املها في ان يؤدي المسار الديمقراطي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة.. واشادت البحرين من جهتها بانتخاب عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية معربة عن املها في ان يدفع ذلك في اتجاهه استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. ترحيب... دولي وقد كان انتخاب عباس لرئاسة السلطة الفلسطينية امس محل اشادة دولية واسعة ايضا.. فقد اشاد الرئيس الامريكي جورج بوش امس بهذه الانتخابات ووصفها بأنها كانت حرة ونزيهة.. وقال بوش في بيان نشره البيت الابيض انه مرتاح للمشاركة الكبيرة في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية مضيفا: ان الفلسطينيين في الضفة وغزة تقدموا خطوة نحو بناء مستقبل ديمقراطي عبر اختيارهم رئيسا جديدا في انتخابات وصفها المراقبون بأنها كانت حرّة ونزيهة بشكل واسع. لكن الرئيس الامريكي اكد ان الرئيس الفلسطيني الجديد يواجه «مهام دقيقة» في مجال ما وصفه ب «مكافحة الارهاب» وبناء مؤسسات ديمقراطية. وقال بوش انه يرغب في العمل مع الرئيس الفلسطيني الجديد لمواجهة هذه التحديات ودفع عملية السلام على اساس قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا الى جنب. وقال بوش ايضا انه مستعد لدعوة «أبومازن» لزيارة واشنطن. ورحب خافيير سولانا، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي من جهته بانتخاب عباس وتعهّد بأن يدعم الاتحاد الرئيس الفلسطيني الجديد. وقال سولانا في تصريحات له في عمان ان طريقا جديدا للسلام قد فتح وفرصة السلام قد بدأت مشيرا الى الاتحاد الاوروبي سيساعد الفلسطينيين على تحقيق «حلمهم». وأشادت باريس كذلك بانتخابات عباس وأعربت عن املها في ان يكون ذلك خطوة النصر الاولى في اتجاه السلام.. افتراءات... صهيونية من جهتها قالت الحكومة الصهيونية ان الفلسطينيين مطالبون الآن بالمضي قدما في اتجاه محاربة ما اسمته ب «الارهاب». وقال رئيس الوزراء الصهيوني ارييل شارون ان الجانب الفلسطيني لم يحارب الارهاب وان التصريحات التي صدرت عن محمود عباس لا تبدو مشجعة، على حد تعبيره. وحسب وزير المالية الصهيوني فإن اسرائيل ستحكم على عباس بالافعال وليس بالاقوال.. وقال بنيامين نيتانياهو: ان القيادة الفلسطينية الجديدة مطالبة بالتخلي عن الارهاب وعن ارث عرفات، على حد وصفه. وبالنسبة الى شمعون بيريز، نائب رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون فإن الانتخابات الرئاسية الفلسطينية تسجل «بداية لمسار جديد».