رغم الاشاعات التي روجها بعض المضاربين والمحتكرين للترفيع من سعر العلوش، لم تسجل أسواق صفاقس ومعتمدياتها ارتفاعا ملحوظا في سعر الاضاحي مقارنة بالسنة الفارطة والتي سبقتها. فالجولة التي قامت بها «الشروق» في بعض أسواق صفاقس تطابقت في استنتاجاتها مع ما أكّدته لنا مصادرنا من منظمة الدفاع عن المستهلك والادارة الجهوية للتجارة التي تفيد ان الاضاحي متوفرة بما يكفي الطلب، وهو ما جعل الاسعار تسجل استقرارا مقارنة بالسنوات الفارطة، بل ان البعض من الفلاحة عرض اكباشه «ب 4 دنانير و500 مليم فقط للكيلوغرام الحي اي بأقل من التسعيرة التي ضبطتها المصالح المعنية والمحددة ب 4 دنانير و900 للعلوش بالنسبة للاضاحي التي يفوق وزنها ال 35 كلغ. وبلغة الارقام وحسب الدراسة التي قامت بها المصالح التجارية، لم يقفز سعر العلوش الذي يفوق وزنه ال 70 كلغ على ال 300 دينار، على ان بعضها وهو نادر تجاوز ال 340 دينارا وهي حالات قليلة جدا تم رصدها بأسواق صفاقس وعقارب ومنزل شاكر وبئر علي بن خليفة وغيرها من المعتمديات المشهورة بحركية اسواقها في مثل هذه الفترة من كل عام. المدير الجهوي للتجارة والمراقبة الاقتصادية بصفاقس السيد محمد الحبيب الديماسي افاد «الشروق» أن الاستبيان المباشر «الذي قام به اعوان المراقبة اكد انه لا فرق بين اسعار السنة الفارطة واسعار السنة الحالية مبينا ان العلوش العادي اي الذي لا يفوق وزنه ال 35 كلغ تراوح سعره بسوق بئر علي بن خليفة مثلا ما بين ال 130 و170 دينارا، على ان الاكباش اي التي يتراوح وزنها ما بين ال 40 و60 كلغ تراوحت ما بين ال 200 وال 300 دينار وهي الاسعار ذاتها التي سجلتها اسواق معتمديات صفاقس وهي الولاية التي عادة ما تشهد حركية كبرى نتيجة توافد الفلاحين من مدن الجنوب التونسي عليها. ويؤكد محدثنا ان اسواق صفاقس كلها تحت مجهر المراقبة، وأن المضاربين والمحتكرين و»القشارة الموسميين» لن يجدوا لهم مكانا خلال هذه الفترة بالاسواق بعدما أعدت المصالح التجارية وبالتنسيق مع الامن خطة مضبوطة لحماية الاسواق والمقدرة الشرائية للعائلة التونسية. وأبرز السيد محمد الديماسي ان المصالح البيطرية المعنية اكدت ان القطعان المعروضة باسواق صفاقس سليمة من كل ما يشوبها مضيفا ان التنسيق مع منظمة الدفاع عن المستهلك سائر في الاتجاه الذي يحمي المستهلك من المضاربة والاحتكار. رئيس المكتب الجهوي لمنظمة الدفاع عن المستهلك بصفاقس السيد محمد دمق قال «للشروق» ان الندوة التوعوية التي اعدتها المنظمة بالعاصمة وغيرها من المناطق الداخلية بالبلاد والتي كانت مدار لقاء يوم امس الخميس بصفاقس ورفعت شعار «عيد بدون كيس مائي» من شأنها أن تحسس المواطن باهمية محافظته على صحته وعلى بيئته علاوة على محافظته على مقدرته الشرائية من خلال تجنب اللهفة والغلو والتباهي الزائف. ويؤكد السيد محمد دمق ان اسعار الاضاحي بصفاقس مقبولة للغاية باعتبار تطابق العرض مع الطلب مضيفا انه في صورة ارتفاع اسعار العلوش خلال اليومين المقبلين فإن المسؤولية يتحملها المستهلك دون سواه، لذلك ينصح محدثنا بضرورة التريث واختيار العلوش الذي يتلاءم مع ميزانية العائلة وعدد افرادها دون مغالاة او شطط.