تورّط شاب لم يتجاوز عقده الثالث في عدد من القضايا قضي فيها بشأنه 24 سنة سجنا كلها متعلقة باعتراض سبيل اشخاص وسرقتهم وسلبهم باستعمال العنف، وقد مثل خلال الايام القليلة الماضية امام احدى الدوائر الجنائىة بالمحكمة الابتدائىة بتونس لمقاضاته من اجل ما نسب اليه. المتهم من متساكني احواز العاصمة، كان يقصد وسط المدينة في الحالات القصوى، وليس اقصاها بالنسبة اليه هو الانقضاض على ضحية بسلبه ما ملكت يداه. توجه يوم الواقعة في ساعة متأخرة من الليل نحو ساحة برشلونة، وظل يتسكع بين تفاصيل المكان، الى ان رأى شابا كان يمرّ عبر الساحة بعد فترة سفر وكان محملا بحقيبة يدوية. فتقدّم منه وسأله عن الساعة، ثم بعد سماع الجواب تمادى قليلا وطلب سيجارة من مخاطبه الذي اجابه بأنه ليس من المدخنين، فأضاف طلبا ثالثا ابدى من خلاله رغبته في ان يأخذ منه مبلغا ماليا. عندها ارتاب المتضرر في هذه القضية الذي فوجئ بمرافق الليل يستلّ موسى من بين طيات ثيابه ليشهره في وجهه مهددا اياه بالقتل ان هو حاول مقاومته او الاستنجاد بأي شخص. المتضرر توسّل لجلاّده بأن يترك سبيله لانه على سفر وليس لديه ما يغنيه من جوع او يحقق له رغبته في الحصول على مبلغ مالي هام، الا ان الجاني اصرّ على طلبه فتعمّد افتكاك الحقيبة وسلبه ساعته اليدوية وحافظة اوراقه التي تضمنت مبلغا ماليا زهيدا ثم لاذ بالفرار. ظل المتضرر جامدا في مكانه من وقع الصدمة التي تعرض لها، وفي اثناء ذلك كانت دورية امنية تمرّ بالقرب من المكان فانطلق نحوها كالسهم، وأوقف سيارة الشرطة ثم اخبر اعوان الامن بالموضوع مقدّما لهم اوصاف المتهم واتجاه سيره فانطلقوا بالبحث عنه الى ان عثروا عليه في لحظات ليلقوا عليه القبض ويحجزوا لديه المسروق. فأوقفوه في الحال واقتادوه الى مركز الشرطة وبإعلام النيابة العمومية اذنت بفتح محضر تحقيقي في الموضوع وبدأ استنطاق المتهم اذ وبالتحرير عليه اعترف بتعمده اعتراض سبيل المتضرر وسلبه مما ملك وافتك حقيبته اليدوية، وبمزيد التحرير عليه اعترف ببعض القضايا الأخرى من نفس الصنف التي كان قد ارتكبها في السابق ومازال البحث فيها جار. وكانت احدى الفتيات قد تقدمت بشكوى لدى احد مراكز الشرطة بالعاصمة افادت فيها انها تعرضت لمحاولة تحويل وجهة وسرقة موصوفة باستعمال العنف الشديد، بعدما فشل المتهم في تحويل وجهتها وكانت ايضا المتضررة قد قدّمت اوصافا للجاني تنطبق على نفس المتهم في قضية اعتراض سبيل شاب في ساحة برشلونة. وكان المتهم قد اعترض سبيل الفتاة وأشهر في وجهها سكينا طالبا منها ان تصطحبه الى حيث يرغب ولكنها رفضت طلبه وظلت تقاومه. وامام عنادها الشديد وقوّتها في الدفاع عن شرفها وعن نفسها لم يجد من حل غير افتكاك قلادتها الذهبية وحافظة اوراقها وبعض الاوراق المالية ولاذ بالفرار بعدما رأى اشخاصا يقتربون من مكان جريمته وهو ما جعل المتضررة تتوجه مباشرة الى اقرب مركز للشرطة للابلاغ عما تعرضت له، حيث تم التحرير عليها وتسجيل اقوالها كما قدّمت اليهم اوصاف الجاني، التي تبيّن انها تنطبق على الشخص الذي القي عليه القبض في واقعة «برشلونة». وتمت دعوة المتضررة التي تمكنت من التعرف عليه ومكافحته. وبالمزيد من التحرير على المتهم اعترف بعدد آخر من الجرائم التي ارتكبها وكلها متعلقة بالسرقة الموصوفة باستعمال العنف. وبعد انهاء الأبحاث الاولية تمت احالته على انظار احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائىة بتونس من اجل مجموع القضايا التي تورّط فيها بتهم متعلقة بالسرقة. وبمثوله امام قاضي التحقيق اعترف بارتكابه عدد من الجرائم فيما نفى ان يكون قد حاول تحويل وجهة الفتاة المدعية او ان يكون قد استولى على قلادتها الذهبية وحافظة اوراقها... واعاد سرد وقائع اعتراضه سبيل الشاب المتضرر في ساحة برشلونة مؤكدا انه لم يستول على غير حقيبته اليدوية التي تم حجزها لديه وتم ارجاعها الى صاحبها. وبعد ان حُرّم عليه ما صرّح به اذنت النيابة العمومية بإيداعه السجن من أجل اقترافه جملة من جرائم السرقة الموصوفة باستعمال العنف وجريمة محاولة تحويل وجهة فتاة باستعمال العنف الشديد والسرقة الموصوفة واحالة ملف قضيته على انظار دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس، التي ايدت جلّ ما جاء فيتقرير ختم الابحاث ووجهت اليه نفس التهم التي وجهتها اليه النيابة العمومية ورفضت مطلب استئنافه المتعلق بالطعن في قرار رفض مطلب سراحه مؤقتا وقررت بناء على ذلك احالته صحبة اوراق القضايا على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائىة بتونس. وبمثوله خلال الايام القليلة الماضية امام هيئة المحكمة تمسّك بتصريحاته التي ادلى بها لدى قلم التحقيق فيما تراجع عن اقواله التي صرّح بها امام باحث البداية، وتمسك بالانكار التام بشأن قيامه بجريمة محاولة تحويل وجهة فتاة باستعمال العنف واحيلت الكلمة بعد استنطاق المتهم وموقف النيابة المتمسك بالمحاكمة، الى لسان الدفاع الذي ساند منوّبه في تصريحاته مقدّما بعض الطعونات الشكلية المتعلقة بمسائل اجرائىة وطلب التخفيف قدر الامكان القانوني فيما يخص التهم التي اعترف بها منوّبه ثم طلب القضاء بعدم سماع الدعوى فيما عدا ذلك. هيئة المحكمة وبعد سماع كل اطراف القضايا وبالاطلاع على ملفاتها قررت ادانة المتهم والقضاء ضده بأحكام تراوحت بين الاربع سنوات والستة ليقضي في شأنه ما مجموعه 24 عاما.