أكدت تقارير صحفية أن المقاومة العراقية صعدت من هجماتها في كافة أنحاء العراق حيث بلغ متوسط عدد الهجمات حوالي 80 هجوما في اليوم الواحد قبل أيام من الانتخابات المرتقبة في موفى هذا الشهر. ويبدو ان اشتداد عمليات المقاومة أجبر قوات الاحتلال الامريكي والحكومة العراقية المعينة على اتخاذ اجراءات أمنية غير مسبوقة لضمان سير الانتخابات. وعرفت المقاومة العراقية أعلى مستوى من العمليات في فصل الربيع الماضي عندما كان الاحتلال الامريكي يواجه التحدي الاكبر لمحاولة صدّ الانتفاضة المسلحة في المناطق السنية والشيعية معا. تصعيد شامل وحسب صحيفة ال «غارديان» البريطانية الصادرة أمس فان المقاومة العراقية صعدت من حملتها الهجومية في كافة أنحاء البلاد حيث بلغ معدل الهجمات نحو 80 هجوما في اليوم. وفي تقرير حول أوضاع المقاومة العراقية قبل الانتخابات المقررة في 30 جانفي الجاري نقلت الصحيفة عن الجنرال الامريكي جورج كايسي قوله ان يوم الثلاثين من جانفي سيكون يوما عنيفا، فالعدو الذي نحاربه ليس طوله عشرة أقدام فحسب بل هو داهية وله انتشار حسب تعبيره. وأشارت الصحيفة الى أن القوات الامريكية فقدت مؤخرا سيطرتها على عدد من المناطق التابعة للعاصمة العراقية بغداد اضافة الى مدينة الموصل الشمالية ومناطق أخرى. وتزايدت حوادث اطلاق النار والحوادث التفجيرية جنوب بغداد حتى في المناطق التي كانت تتسم بالهدوء سابقا. وفتح مقاومون النار على المركز الانتخابي في منطقة المسيب جنوب بغداد، أما في البصرة فقد تساقطت قذائف الهاون على ثلاثة مراكز انتخابية وضعت في ثلاث مدارس. وأمام تدهور الوضع الامني هناك طلبت القوات البريطانية 650 جنديا اضافيا للانضمام الى قواتها العاملة في البصرة. ويحاول المسؤولون العراقيون عدم نشر مواقع المراكز الانتخابية خوفا من الهجمات كما أن السرية تخيم على تلك الانتخابات. وقال مسؤولون عراقيون ان أحد المرشحين على قائمة رئيس الوزراء العراقي المعين إياد علاوي في الانتخابات قتل في البصرة أمس ولم يكشفوا عن اسمه. وأمام تزايد عمليات المقاومة أعلنت اللجنة الانتخابية أمس أن العراق سيعلق حدوده البرية ويمنع السيارات من الاقتراب من مراكز الاقتراع أثناء الانتخابات في محاولة لاحباط أي هجمات. وقال بيان صادر عن اللجنة ان المعابر الحدودية البرية ستغلق وتفرض قيود صارمة على تحرك جميع السيارات على الطرق من 29 الى 31 جانفي، وهي مجموعة من الاجراءات الاستثنائية الرامية الى الحيلولة دون إراقة مزيد من الدماء. وأكد مسؤول في وزارة الداخلية العراقية من جهته أن 90 شارعا رئيسيا أو فرعيا في العاصمة بغداد قد تم إغلاقه من قبل قوات الاحتلال او حكومة علاوي خوفا من الهجمات. وأضاف المسؤول ان 80 من شوارع بغداد أصبحت في الوقت الراهن غير آمنة لسالكيها بسبب تصاعد الحوادث الأمنية. وكان آخر الشوارع التي أغلقتها قوات الاحتلال شارع حيفا بسبب تزايد الهجمات اليومية على دوريات القوات الامريكية والعراقية التي باتت تطلق عليه اسم شارع الموت. تحذيرات النقيب وفي سياق متصل حذر وزير الداخلية في الحكومة العراقية المنصبة فلاح النقيب أمس من مخاطر اندلاع حرب أهلية في العراق في حال مقاطعة شريحة من السكان العراقيين الانتخابات. وحسب النقيب فان امتناع البعض عن المشاركة في الانتخابات سيمثل «خيانة» وسيؤدي الى حرب أهلية والى تقسيم البلاد. وأضاف النقيب في مؤتمر صحفي ببغداد اذا تمزق العرب العراقيون الذين يمثلون الغالبية العظمى والعمود الفقري في البلاد فيما بينهم فان البلد سيتمزق هو الاخر ويتحول الى إمارات ونعود خمسة آلاف سنة الى الوراء. وأوضح النقيب ان على الجميع أن يشاركوا في الانتخابات وبفاعلية ولا يهم لمن يصوتون لهم أن يشاركوا في هذه العملية السياسية لان الامر يتعلق بمستقبل ومصير العراق، حسب قوله. وأشار الوزير العراقي المعين الى وجود ما أسماها مؤامرة كبيرة على هذه الانتخابات وأن هناك عملا مخططا له من خارج البلاد يهدف الى تخريب العراق واقتصاده.