عندما حدث الكسوف الجزئي للشمس في 11 أوت 1999 تجندت كل الاطراف المعنية للتعامل مع الظاهرة الفلكية بشكل او بآخر وانتشر خوف غير مبرر بين عدد كبير من التونسيين. كما أغلقت الأبواب ومنافذ البيوت والشبابيك، وتوقفت الحركة تماما كأن الساعة آتية لا ريب فيها. وأعتقد جازما أن رد الفعل قد يكون اقل حدة في المناسبة القادمة والتي تفصلنا عنها اشهر معدودة باعتبار أن الكسوف الجديد للشمس بالبلاد التونسية سيتم في الثالث من شهر اكتوبر 2005. وذكر السيد هشام بن يحيى من الجمعية التونسية لعلوم الفلك ان الكسوف شبه كلي او ما يمكن تسميته بالكسوف الحلقي او الخاتمي وفيه تحجب القمر الشمس في جزئها الاكبر مع رؤية هالة الشمس بحيث ينتشر الظلام في ارجاء المكان لكن دون الوصول الى اقصى حالات الظلمة.. وأضاف أن مركز الكسوف (اختفاء الشمس كليا في فترات زمنية معينة) سيكون في المناطق التالية: القصرين، مدنين، قابس، قفصة، تطاوين وتوزر. وستشهد هذه الجهات عملية الرصد الرسمي للظاهرة من طرف خبراء من تونس، وبعض البلدان الاجنبية مثل فرنسا وأمريكا، وعدة دول عربية اخرى. وبدأت مدينة العلوم والجمعية التونسية لعلوم الفلك في الاستعداد من الآن لهذا الحدث الذي سيشد اليه انظار المواطنين في كل جهات البلاد. **تحضيرات واضافة للمناطق المذكورة آنفا، تشهد بقية البلاد كسوفا جزئيا يتراوح بين 80 و98، ويصل في العاصمة الى حدود 91، فهذا الكسوف اكبر من كسوف 1991 وأكثر اتساعا منه في اغلب الاماكن التي سيمر بها. كما أن الدول التي سيمر منها مثل التشاد والسودان وليبيا والجزائر واسبانيا والبرتغال انطلقت في الاعداد لاستقبال الحدث لأهمية الفلكية والعلمية والاجتماعية في آن واحد. ومثلما جرت العادة سيحاول الخبراء رصد الكسوف منذ انطلاقته الى نهايته لمعرفة المزيد من المعلومات عن هذه الظاهرة وتحليل البيانات والاحصائيات والأرقام من أجل تعامل علمي افضل وأرقى مع احدى اهم الظواهر الفلكية في الكون. ويرى الخبراء ان المطلوب هو تقبل الظاهرة كما هي وعدم تهويل الامر لأن الكسوف ليس سوى تزواج سلمي وتلاقي بين القمر والشمس، وما عدا ذلك اجتهادات لا ترتقي الى الحقيقة العلمية.