* تونس «الشروق»: صباح يوم 8 جوان المقبل لن يكون عاديا، فمناطق عديدة من العالم ستكون على موعد مع حدث فلكي نادر لم يحصل منذ 122 عاما ويتمثل في كسوف الشمس بسبب مرور كوكب الزهرة من أمامها. ولئن تختلف أسباب هذا الكسوف عن كسوف يوم 11 أوت 1999 فإن النتيجة واحدة هي اختفاء قرص الشمس لفترة من الزمن وما يمثل ذلك من «حدث فلكي فرجوي» في نظر البعض ومصدر للخوف وسبب للاختفاء وراء أبواب البيوت والمكاتب في نظر البعض الآخر. «الشروق» بحثت في أسباب وحقيقة وتفسيرات هذه الظاهرة الفلكية وإلى أي مدى يمكن أن تكون مصدرا للخطر والخوف كما يزعم البعض؟ بعد 122 عاما يمر كوكب الزهرة أمام قرص الشمس. وفي الأوقات العادية يمرّ كوكب الزهرة إما تحت أو فوق الشمس مختفيا في نور الشمس الساطع. لكن هذا الحدث سيكون مغايرا للمعتاد إذ سيمرّ في طرف قرص الشمس وعلى شكل قرص صغير أسود اللون *6 ساعات هذا الكلام ذكره لنا خبير في العلوم الفلكية، وأضاف قائلا إن كوكب الزهرة سيمر ببطءوسيستغرق ذلك حوالي ست ساعات من السادسة صباحا إلى منتصف النهار وأن مرور كوكب الزهرة حدث يتكرر بشكل غير اعتيادي فهو يتكرّر كل 122 سنة بفارق ثماني سنوات ثم يعود مرة أخرى بعد 122 سنة. ففي المرة السابقة حدث عام 1882 وقبله عام 1774 ويحدث هذا العام يوم 8 جوان القادم ثم عام 2012 ثم يعود بعد مدة طويلة عام 2117، والسبب يرجع إلى أن كواكب الأرض والزهرة والشمس يجب أن تكون كلها في خط مستقيم مع الشمس وهو أمر يعدّ نادرا جدا. *خطر وينبّه الخبير الفلكي إلى أن مشاهدة الشمس بالعين المجرّدة خطر جدا وأن قرص الزهرة سيكون صغيرا لمشاهدته بالنظارات فلا فائدة منها والطريقة المثلى هي بالتلسكوب المحمي بشكل جيّد والمزود بمصفّي شمسي بصري. وستتم مشاهدة الكسوف في جلّ بلدان أوروبا وافريقيا ثم آسيا حيث سيشاهده سكان الشرق الأقصى لفترة محدودة جدا. ويؤكد الخبير الفلكي على أن هذا الكسوف لن يكون له أي تأثير سلبي على الانسان كما أن المبالغة في الخوف من هذا الحدث النادر أو هذه الظاهرة الفرجوية الفلكية لا مبرّر له مثلما حدث يوم 11 أوت 1999 حين لازم التونسيون بيوتهم وخلت الشوارع والمحلات من المارة. *تاريخي وقد حدث الكسوف يوم 11 أوت 1999 بسبب مرور القمر أمام قرص الشمس. وقد وصف العلماء الكسوف يومها بالتاريخي لعدة أسباب أولها أنه جاء قبيل الانتقال من ألفية إلى أخرى وثانيها أنه مرّ بعدد كبير من المدن الآهلة بالسكان بدءا بالمحيط الأطلسي وصولا إلى خليج البنغال (الهند) أما ثالثها فإن الشمس تعرف دورات من غليان الغاز تبلغ ذروتها كل 11 سنة وقد تزامن ذلك الكسوف مع ذروة الدورة. ويذكر فإن احتجاب نور الشمس وراء القمر يوم 11 أوت 1999 يعود إلى توسّط القمر بين الأرض والشمس. فحجم القمر أقل ب400 مرة من حجم الشمس كما ان القمر أقرب للأرض من الشمس ب400 مرة أيضا ونظرا إلى أن القمر يبتعد كل سنة بعض الصنتمترات فإنه في المستقبل البعيد سيصبح من المتعذّر حدوث كسوف كلّي. ومن مزايا كسوف يوم 11 أوت 1999 أنه مكّن المراقبين علماء ومواطنين من مشاهدة كوكب الزهرة يومها في عزّ الظهر، أما يوم 8 جوان القادم فسيكون الكوكب الأخير في شكل نقطة سوداء حالكة قد يصعب مشاهدته بالنظارات التي استعملت في كسوف 11 أوت 1999 لذلك ينصح الخبير بالالتحاق بالمعهد الوطني للرصد الجوي أو بمدينة العلوم ومركز الجمعيات الفلكية المختصة المجهزة بالتلسكوبات. --------------------------------------- الكون على حاله والباكالوريا في موعدها يصادف يوم 8 جوان المقبل من امتحان الباكالوريا. وقد ردّد البعض أو لعلّه يروّج لذلك، أن الكسوف يهدّد سير امتحان الباكالوريا وأنه قد يقع تأجيل الامتحان يومها. هذا الكلام علّق عليه الخبير الفلكي بأنه غير عقلاني لأن الكسوف حدث فلكي وليس معركة حربية أو كارثة لا قدر اللّه وأضاف الخبير ان الخوف من هذه الظاهرة غير مبرّر وفي غير محلّه وان لا شيء سيتغير في الكون ما يضطرنا إلى تأجيل امتحان في قيمة وأهمية الباكالوريا. ويستحضر الخبير حالة الخوف الجماعي التي أصابت التونسيين (وسكان العالم أيضا) يوم 11 أوت 1999 والتي ظهر فيما بعد أنها لا معنى لها. ويضيف الخبير قائلا انه يفترض أن نكون «ملقحين» ضدّ حالة الخوف تلك وأن نعيش يومنا بصفة عادية وأن تسير حياتنا بعيدا عن التهويل والاثارة و»الكسوف الفكري».