في ثوب الحراس العمالقة أنهى مكرم الميساوي مباراة تونس الدانمارك.. حسم لوحده الصراع وأوقف الآلة الاسكندنافية الرهيبة.. أدخل الارتباك في صفوف المنافس.. وفرّ شحنة معنوية قوية لزملائه فاجأ المدرب الدانماركي توربن ريتر وأذهله.. أكثر من انجاز.. وأكثر من لحظة ابداعية جميلة عشناها مع هذا الحارس الشاب الذي استحق عبارات الثناء من ممثلي الصحافة الدولية التي تواكب المونديال. الميساوي ورغم تألقه الكبير كان في قمة التواضع اثر المباراة حيث شكر زملاءه واعتبر الفوز على الدانمارك انجازا جماعيا. «الشروق» حاولت من جهتها رصد انطباعات مكرم الميساوي وخرجت بالحوار التالي: مكرم في البداية هل يمكن القول وبقطع النظر عن نتيجة المباراة في الدانمارك أن أزمة الحراس في تونس قد انتهت بعد المردود الذي قدمته؟ في تونس لا توجد صراحة أزمة حراس بل هناك نقص في العمل والتدريب والاهتمام بهذا العنصر الهام في كرة اليد.. لم تكن لنا ثقافة خاصة بحراسة المرمى وهو ما يتجلى في غياب مدربين مهمتهم الأساسية العناية بالحراس ومن الطبيعي ألا يكون المردود مقنعا خلال الدورات والمباريات التي يحضر فيها المستوى العالمي. * هل نفهم من هذا الكلام أن تعيين مدرب للحراس أفادكم كثيرا؟ هذه حقيقة لمستها مع زملائي يوما بعد يوم.. مستوانا تحسن.. أصبح العمل مركزا ويخضع إلى قواعد متعددة أما قبل ذلك فقد كان حارس المرمى ينتظر المشاركة في دورة دولية ليرى كيف يتصرف الحراس الكبار في العالم ليتعلم منهم... تحضير الحراس كان صراحة «رعوانيا» عكس الأشهر الأخيرة التي أصبح فيها تدريب حراس المرمى جانبا مستقلا بذاته ضمن تحضيرات المنتخب وإني أغتنم هذه الفرصة لأشكر جامعة اليد التي وفرت لنا مدربا خاصا. * مباراة الدانمارك وتحديدا مردودك خلالها أذهل جميع الملاحظين.. هل قمت بتحضير خاص؟ لا يمكنني القول أنني قمت باستعدادات خاصة جدا لهذه المباراة، فالتحضير يشمل كل المباريات بلا استثناء.. أنا مقيم حاليا في نفس الغرفة مع مروان مقايز وهذا ليس من باب الصدفة فنحن نتشارك في مشاهدة تسجيلات لمنافسي تونس وتحديد الطريقة المثلى للتصدي للاعبي المنتخبات الأخرى.. في مباراة الدانمارك.. كان التركيز أكثر ربما وساعدتني التصديات الأولى الناجحة في بلوغ مرحلة كبيرة من الثقة والنتيجة كانت ما تابعتموه جميعا في قاعة رادس أو عبر شاشة التلفزة. عموما مردود مكرم الميساوي أو زملاؤه بصدد التحسن بتطور نسق المباريات وإذا كنت قد قمت بواجبي في مباراة الدانمارك فإن مقايز قد تألق بشكل واضح أمام فرنسا ونجح الزهاني أمام كندا.. نحن مجموعة واحدة والجاهز الذي يمكن أن يفيد المنتخب هو الذي يحرس الشباك. * الآن وبعد أن ترشحنا إلى الدور الثاني كيف تقرأ مسيرة المنتخب في هذه المرحلة الجديدة؟ نحن محظوظون بالتواجد في المجموعة الأولى وأظن أن الاطار الفني والاداري قد أحسن الاختيار عند اجراء عملية القرعة قبل المونديال.. التركيز سيتحول الآن إلى مبارياتنا خلال هذا الدور ولا أظن أنه يصعب على منتخب تونسي شاب أظهر امكانات ممتازة، مواصلة العطاء بنفس الروح والامتياز. * ما هي ردود الفعل التي تلقيتها بعد المباراة مع الدانمارك؟ في الحقيقة تلقيت التهاني من الكثيرين على ترشح المنتخب أولا ثم على مردودي الشخصي.. وبالمناسبة أريد أن أتوجه بالشكر لكل المدربين والمسؤولين والأصدقاء الذين وقفوا بجانبي وساندوني حتى أصل إلى هذا المستوى. * مكرم نعلم جيدا أنك متعلق جدا بالعائلة وبالوالدة.. كيف كانت الأجواء في البيت مساء الجمعة؟ «الحومة» كلها تنقلت إلى بيتنا لتقديم التهاني.. الجميع سعيد بالمنتخب وبمكرم الميساوي وأرجو من اللّه أن تتواصل فرحة تونس خلال الأيام المقبلة وفرحة عائلة الميساوي. * تحدثنا عن الحاضر.. عن المونديال، ماذا لو عدنا إلى الماضي.. لنتعرف على بداياتك؟ بدأت بممارسة الرياضة في المدرسة الاعدادية بالوردية وصادف أن كان في المدرسة معلم تربية بدنية هو في الوقت نفسه مدرب مدارس الافريقي في كرة اليد. هذا المدرب فتح لي أبواب الفريق وفي النادي الافريقي مررت بكل الأصناف من المدارس وحتى الأكابر علما وأنني انتميت إلى المنتخب الوطني انطلاقا من صنف الأصاغر. * بماذا نختم هذا الحديث؟ بتوجيه التحية لكل التونسيين الذين شجعونا ووقفوا إلى جانبنا وأخص بالذكر الجمهور الرائع لقاعة رادس.