بغداد النجف الرمادي كركوك (وكالات): تبدأ اليوم الانتخابات العامة في العراق وسط أجواء مشحونة بالتوتر والتساؤلات حول نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي يتوقع أنها قد تصل «الصفر» في بعض المدن العراقية التي يشكل السنة غالبيتها.. وعلى العكس من السنة الذين قررت نسبة كبيرة منهم مقاطعة هذه الانتخابات يبدي الشيعة والأكراد «حماسا» للمشاركة بالرغم من «أجواء الحرب» التي تسود العراق. وأقر الرئيس العراقي المعين غازي عجيل الياور أمس بأن أغلبية كبيرة من العراقيين لن تشارك في الانتخابات العراقية العامة المقررة اليوم. وقال الياور في تصريحات له «آمل أن يشارك جميع العراقيين في العملية الانتخابية لكننا نعلم أن معظمهم لن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع بسبب الظروف الأمنية المتدهورة وليس بسبب الرغبة في مقاطعة هذه الانتخابات». وأضاف: «انه بالرغم من ذلك فإني أعتقد أن جميع الشخصيات السياسية متفقة على ضرورة اعطاء الفرصة لأولئك الذين لن يشاركوا في الانتخابات الحالية لكي يشاركوا في الحكومة القادمة وفي المشاورات حول صياغة الدستور العراقي. مقاطعة سنية وكما الياور توقعت أوساط عديدة أمس أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية «ضعيفة جدا». وأكد عديد المراقبين في هذا الصدد أن نسبة المشاركة ستكون محدودة خصوصا في المناطق التي يشكل السنّة الغالبية فيها والذين تعالت الدعوات بينهم لمقاطعة هذه الانتخابات. وتؤكد استطلاعات الرأي من جانبها الشيء نفسه حيث جاء في استطلاع للرأي قام به مركز عراقي أن نسبة المشاركة في مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار لن تتعدى الصفر بالمائة. ورأى استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس الأول أن ثلاثة أرباع السنة لن يدلوا بأصواتهم اليوم الأحد في هذه الانتخابات. الشيعة والأكراد.. على الخط ووسط هذه التوقعات بمشاركة سنية ضعيفة رأى مراقبون أن هذه الانتخابات ستشهد في المقابل مشاركة كبيرة من قبل الشيعة والأكراد على وجه الخصوص. وحسب هؤلاء المراقبين فإن الشيعة في النجف وكربلاء يخشون من أن عدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع قد يجعلهم «موضع شك». وتقول المواطنة العراقية فاطمة «إني قلقة كثيرا على مصير أبنائي عند ذهابهم إلى صناديق الاقتراع... أنا لا أريد أن أنتخب وسط هذا الخطر ولكني إذا لم أذهب فإنني سأظل في موضع شك». أما جاسر نصر (59 عاما) فيقول إنه سيشارك في الانتخابات بالرغم من عدم معرفته بالشخص الذي سيصوت لصالحه «لأن المرجعية طلبت ذلك ولأنها واجب شرعي». وقال نصر «سوف اسأل عشيرتي من يقدم خدمات أكثر لعشيرتنا وأختار على أساس ذلك». وقد امتلأت شوارع النجف وكربلاء بالخصوص باللافتات والملصقات التي تحث الناس على التصويت.. ولعل أبرز هذه الملصقات الملصق الذي يدعو فيه السيستاني إلى التصويت لصالح الائتلاف العراقي الموحد الذي يدعمه المرجع الشيعي الأعلى في العراق والذي من المتوقع أن يحظى بأكبر نسبة تأييد في الانتخابات. ويرى عبد اللّه محمد وهو عامل انشاءات في النجف أن اجراء الانتخابات سيشكل تحديا ل»الارهابيين»... وتأجيلها كان سيعطيهم فرصة كبيرة لكي يستمروا في ما وصفه بالعنف. وإضافة إلى الشيعة هناك توقعات أيضا بمشاركة واسعة للأكراد في هذه الانتخابات. وذكرت مصادر صحفية أن أكثر من مليوني كردي يستعدون للمشاركة في العملية الانتخابية المقررة اليوم في منطقة كردستان العراق. وقال وزير الخارجية المؤقت هوشيار زيباري إنه يتوقع مشاركة كردية كثيفة في الانتخابات. وأضاف «إن توقعاتنا هذه تستند إلى قاعدة جماهيرية ليس في مدن كردستان فحسب بل حتى في بغداد والموصل وكركوك وديالي وخانقين».