تسعى المرأة التونسية لإثبات وجودها في جميع الميادين و الأصعدة وهي تحاول أن تحقق ذاتها من خلال ما تقدمه لبلدها من مجهودات لذلك فهي تضطلع بدور ريادي و تمثل ركيزة اساسية في المجتمع. و أصبحت المرأة اليوم تحتل مكانة هامة لتنافس الرجل في بعض الأنشطة و الميادين.و في هذا الصدد حاولنا رصد بعض الحالات و الأمثلة للمرأة الكادحة في تونس. "زكية"... المرأة المثالية "زكية" عاملة تنظيف تبلغ من العمر 45 سنة زوجها عاطل عن العمل و لها ستة ابناء منهم ابن يبلغ من العمر 20 سنة تطوع في صفوف الجيش و بنت تبلغ من العمر 16 سنة تدرس بالتكوين المهني. وقد اضطرت "زكية" للبحث عن عمل منذ سنة و نصف و ذلك بعد تردي أوضاعها العائلية خاصة أنها مهددة بالطرد من قبل شقيق زوجها باعتبار أن زوجها لا يملك ما يثبت ملكيته للمنزل . وتسعى "زكية" لكسب رزقها بعرق جبينها وهي تعتبر أن ذلك أهم ما تقوم به لمساعدة زوجها العاطل عن العمل لضمان لقمة العيش. وهي بذلك مثال المرأة الكادحة التي تحاول أن تحافظ على أسرتها والتي تتمنى أن تجد من يمد لها يد المساعدة لضمان بقائها في منزلها. العمل قيمة مقدسة اما "منى" العاملة بشركة فهي تبلغ من العمر 38 سنة و لها طفلان توفي زوجها منذ سنة تقريبا و قد اضطرت أن تعمل من أجل أن تعيل ابنيها و أن تملأ الفراغ الذي تركه الأب . وتسعى "منى" إلى التوفيق بين العمل و أسرتها وهي تعتبر العمل قيمة مقدسة لضمان استمرارية الحياة. العمل مجابهة لمصاعب الحياة اليومية "السيدة" تبلغ من العمر 47 سنة زوجها عامل يومي وهي أم لأربع بنات منهما بنتان تدرسان في الجامعة اضطرت الى أن تعمل حتى تضمن مستقبلا جيدا لبناتها و أن توفر لهن كل مستلزمات الدراسة. وتعمل "السيدة" في مصنع منذ 8 سنوات وهي تحاول جاهدة مساعدة زوجها على تخطي مصاعب الحياة اليومية . العمل تحقيق للذات وتعمل "منجية" أستاذة تعليم ثانوي وهي تعتبر أن العمل تحقيق لما طمحت له منذ الصغر وايضا هو اثبات لذاتها. وتعتبر "منجية" أن المرأة العاملة في تونس تمثل نصف المجتمع وهي مكملة للرجل في جميع الميادين و أكدت على ضرورة حضور المرأة في جميع المجالات. عندما تنهض المرأ بدور الرجل ! تقول "رجاء" (أم لثلاثة أبناء ) إنها بدأت العمل في سن مبكرة حيث تعلمت أن تكون مسؤولة منذ الصغر و زادت مسؤوليتها بعد زواجها باعتبار أن زوجها يعمل لساعات طويلة خارج المنزل. واعتبرت "رجاء" أنها تمثل "المرأة الرجل" في أسرتها باعتبارها تقوم بجميع المهام الأسرية. وهكذا فإن المرأة التونسية اليوم لاتزال مصرّة على بلوغ مرتبة هامة حيث تحاول أن تكون العنصر الكادح و المعين للأسرة حتى تضمن مستوى لائقا من العيش الكريم وهي تحاول جاهدة أن توفق بين مسؤولياتها الأسرية و العملية .