في خضم الفرحة بانتصارات تونس المتتالية في مونديال كرة اليد وترشحها بامتياز للدور نصف النهائي تحدث الكثيرون عن مدرسة سبورتينغ المكنين لكرة اليد التي تخرج منها ابطال في هذه اللعبة نذكر منهم هيكل مقنّم وأنور عياد والصحبي بن عزيزة ومكرم الجرو وقبلهم وليد بن عمر وزهير بن مسعود وقبل هؤلاء المنجي بوغطاس ولطفي المصلي. تحدث الكثيرون عن هؤلاء اللاعبين ولكن لا احد تحدث عن تاريخ هذه اللعبة في ربوع المكنين وعن الاوائل المؤسسين لها والذين احاطوا بهؤلاء الابطال وجعلوا منهم نجوما اشعّت في فرق اخرى نذكر منها النجم الساحلي والترجي الرياضي والنادي الافريقي وفوقها جميعا المنتخب الوطني. يعود تاريخ كرة اليد في مدينة المكنين الى مطلع الستينات حين جمع الحارس القديم لفريق كرة القدم في سبورتينغ المكنين خليفة العايب جمعا من رفاقه في فريق لكرة اليد لعب ضمنه الى جانب الحاج خليفة العايب كل من الهادي المرابط ومسعود سليم وحمدة الزناتي وعدد من رواد هذه اللعبة في مدينة المكنين وقد برز بصورة خاصة آنذاك المرحوم محمد مسعود الذي اختطفته يد المنون وهو في ريعان الشباب وكذلك الحارس العملاق مراد الزعيبي الذي انتقل فيما بعد الى النادي الافريقي. وان تحدثنا عن هؤلاء جميعا فإن الموضوعية تقتضي ان نفرد السيد سليم مسعود باهتمام خاص فهذا الرجل له فضل على كرة اليد في الساحل عامة اذ درب الى جانب السبورتينغ بعد ان كان لاعبا فيه وفي المنتخب الوطني كلا من النجم الساحلي واتحاد المنستير وترك بصماته حيثما مرّ ولكن لظروف شخصية خيّر ان يتفرّغ الشبان في فريقه الأم وتخرجت على يديه اجيال في هذه اللعبة وفضلا عن كل هذا فقد أفادنا صديقنا محمد بن للاّهم ان والد انور عياد كان لاعبا في فريق كرة اليد لسبورتينغ المكنين قبل ان يسافر للعمل بالخارج تماما مثل والد هيكل المقنم وكما يقول المثل «ابن الوزّ يطلع عوّام» والمطلوب هو إحاطة اكبر بهذه المدرسة لتواصل رسالتها الوطنية في تخريج الابطال. * علي بن عمر ++++++ في المكنين: ليلة من الليالي الملاح...من المساء الى الصباح كتب على مدينة المكنين ان لا تنام ليلة الجمعة وان تسهر من المساء الى حد الصباح. في حدود السادسة من مساء الخميس اقفرت شوارع المدينة وامتلأت المقاهي ومنازل لاعبي المنتخب الوطني لكرة اليد اصيلي المكنين وهم مكرم الجرو، هيكل مقنّم والصحبي بن عزيزة، حيث آثر عدد من احباء المنتخب وعشاق اللعبة ان يتابعوا لقاء الحقيقة امام المنتخب الروسي حذو أسر اللاعبين لما لهذه المواقع من نكهة خاصة. البداية كانت غصرة اصفرت فيها الوجوه واكفهرت ومع بداية عزف ابطالنا للملحمة الكبرى وتصاعد الفارق شيئا فشيئا انقلبت كل الاماكن الى مواطن للفرح الدائم فانطلقت الزغاريد وتعالت الهتافات. ومع اعلان طاقم التحكيم الصربي على نهاية اللقاء حتى توقفت حركة المرور بمدينة المكنين وخرج الناس الى الشوارع، ولم يعد المرء يجد موطأ قدم بأرض اقسمت بأغلظ الايمان على ان تروى بدماء شهداء ارض تونس الزكية كضريبة لحرية هذا البلد العزيز وان تسقي بلاط قاعة رادس بعرق ابنائها لترفع راية الخضراء عاليا. دموع الفرح قطر ثم انهمر والجميع يتبادلون التهاني يتعانقون وقد كبر الحلم، كأس العالم على بعد خطوتين والمستحيل ليس تونسيا وابناء المكنين الذين رفعوا الأعلام واللافتات وحرصت لجنة احباء سبورتينغ المكنين على حسن تأطيرهم تجمعوا بساحة الشهداء تعبيرا منهم على عمق الولاء لوطن احبوه وعاهدوا الله على ان يخلصوا له في كل المجالات. «الشروق» عاشت الحدث وتحاورت مع عدد من احباء المنتخب. * السيد عبد المجيد حميمد (رئيس لجنة احباء سبورتينغ المكنين): مبروك لتونس ومبروك لسيادة الرئيس وكل التونسيين حققنا انجازا رائعا ونستحق الذهاب أبعد من ذلك، وكأس العالم في متناولنا. * السيدة نعيمة الساحلي الجرو (والدة مكرم الجرو) لست ادري هل انا في الحقيقة ام في منام. لم نكن مطمح الا للمرور الا للدور الثاني لكن ها نحن بالمربع الذهبي ومنتخبنا قادر على ادراك النهائي والفوز بالكأس. * السيد نورالدين الجرو (شقيق مكرم) سنغني الليلة وغدا الليلة عيد وسنحصل بإذن الله على كأس العالم. * السيد مسعود سليم: منتخبنا حقق اكثر من المطلوب ورغم قيمة المنتخب الاسباني سنمر الى النهائي. * السيد محمد الغربي: انا سعيد بما حققه منتخبنا وبمساهمة أبناء المكنين في هذا الانجاز الرائع وان شاء الله ستكتمل الفرحة الكبرى. * السيد سالم بن عزيزة (والد الصحبي بن عزيزة) ترشحنا عن جدارة. برافو للجميع والعاقبة للفينال وعلى ابنائنا ان يجتازوا الليلة عقبة الاسبان ثم يكون للحديث بقية. * السيدة حبيبة الغضاب (والدة الصحبي) تبارك الله على اولاد تونس ونهدي هذا الترشح لإبني انور عياد ولي احساس اننا سنفوز بكأس العالم ليكون هذا افضل هدية لسيادة الرئيس. * هشام المقنم (شقيق هيكل) مردود بطولي لكافة العناصر وارجو ان يواصل ابطالنا على هذا النسق. ان كان ترشحنا للمربع الذهبي قد خلق مثل هذه الاجواء فما لون الحياة بهذه الليلة ان بصمنا بالعشرة على الترشح للنهائي وفزنا غدا بأعلى كأس في اللعبة الشعبية الثانية. وقبل قطع هذه الخطوات بدأ الاعداد لتكريم عناصر المنتخب بهذه المدينة وهم اهل له.