ماذا تغير في الافريقي؟ هذا هو السؤال الذي يبحث له أحباء الأحمر والأبيض عن الاجابة في الأيام الأخيرة الماضية، ذلك أن فريقهم كان منذ أسابيع محل اتهامات واحتجاجات ووصلت العلاقة بين فريق باب الجديد وأحبائه الى حد التهكم، ولكن فجأة تغير كل شيء في ظرف ثلاثة أيام فقط بين السبت والاربعاء الفارطين، كانت الجماهير تهاجم اللاعبين وكان الأخيرون يرغبون في التدرب بعيدا عن الحديقة «أ» ودار لقاء النجم الخلادي أمام مدارج خالية ولكن ما ان انتصر الافريقي في بنزرت حتى بدأت اتصالات الجماهير عن موعد ترويج التذاكر الخاصة بلقاء المنستير فماذا تغير؟ والأكيد أن الافريقي وبعد أن أقال المدرب الفرنسي هنري سطمبولي بحث عن المدرب التونسي لان هذا الأخير يعرف جيدا العقلية التونسية والمنافسين والزاد البشري للافريقي وقادر على التأقلم مع المحيط (صحافيين وجمهور ومجتمع بصفة عامة) بشكل أفضل وأسرع من الأجنبي ولكن ورغم التمشي في هذا الاختيار فان البداية لم تكن كما انتظر الافارقة ذلك ان معلول التونسي استحق الكثير من الوقت للتأقلم مع أجواء الافريقي وخاصة لمعرفة اللاعبين عن قرب وقدرات كل واحد منهم. **الورتاني أساسي أو لا يكون المدرب نبيل معلول الذي تتلمذ على عديد المدربين المعروفين والعالميين وآخرهم لومار أخذ عنهم الكثير من أسرار المهنة وتسلح بعقلية الاحتراف وأصبح أكثر نضجا من عديد المدربين الشيوخ خاصة على مستوى السلوك ولكنه في المقابل ورث عنهم وخاصة عن الفرنسي لومار بعض العادات التي قد لا تفيده مثل التمسك بالرأي والاستماتة في الدفاع عنه وان كان يعلم انه خاطئ، وهذه أهم سمات هذا السلوك عند معلول. اللاعب لسعد الورتاني له امكانات بدنية وفنية لا يرقى لها الشك والأكيد أن كل متابعي كرة القدم التونسية يعرفون أن مكانه الطبيعي المنتخب الوطني لولا سلوكه العصبي الذي أضره كثيرا وقد أكد ذلك هو بنفسه ولكن معلول أبعده وكان هناك خلط بين الفكرة المسبقة التي يحملها عن اللاعب والتحول الجذري الذي عرفه ثم ان هذا الخلط لا يمكن ان يفيد اللاعب أو الفريق. والمدرب الوحيد في العالم الذي يضع السلوك في المقام الاول والامكانات الفنية في المقام المخمسين بعد المائة هو لومار، وهذا عيب هذا المدرب، وفي نفس السياق كان السلامي ضحية الفكرة التي يحملها معلول عنه وهي فكرة مسبقة ارتبطت بفترة من العمر ثم ان السلامي لاعب خاص أكد ذلك مع الملعب التونسي، المهم الآن أن معلول اقتنع بأن الورتاني لا يمكن الاستغناء عنه وكان أفضل اللاعبين في اللقاءين الأخيرين وبدا واضحا أن الفريق تضرر من غيابه. **المولهي لاعب رواق عندما كان معلول يخوض أول لقاءاته مع الافريقي وتحديدا في المرسى عول على المولهي وخاصة في الشوط الثاني كلاعب رواق وقدم آنذاك مردودا متميزا واعتقدت شخصيا أن معلول اكتشف في ظرف أيام ما لم يكتشفه كل المدربين الذين تداولوا على الافريقي سواء في الأكابر أو في اصناف الشبان ذلك أن هذا كثيرا ما قدم مردودا سيئا في وسط الميدان (كوسط ميدان دفاعي أو كصانع ألعاب) والحقيقة أن الامكانات الفنية للمولهي لا تسمح له بذلك رغم أنه يفضل اللعب كصانع ألعاب والحقيقة أن قوة المولهي تكمن في خصاله البدنية مثل السرعة واللياقة العالية واللعب طوال المقابلة بنفس الاندفاع وهي بالتأكيد خصال لاعب رواق وبالاضافة الى ذلك فان المولهي له خصال عديدة مثل القدرة على افتكاك الكرة واللعب دفاعا وهجوما ومن الجهتين اليسرى واليمنى بنفس الامتياز. والمهم ان لا يكون في وسط الميدان وقد بدا واضحا أن معلول قد تفطن الى ذلك أخيرا وهذه تحسب لفائدة هذا المدرب بالتأكيد خاصة أن له الورتاني وتوري ويحيى والخلفاوي ودرامان والسلامي وكل هؤلاء بامكانهم اللعب في وسط الميدان. **المرزوقي بعيدا عن التشكيلة الامر الآخر الهام الذي تفطن له معلول هو أن التعويل على المرزوقي فيه مجازفة كبيرة ومخاطرة ذلك أن هذا اللاعب فقد الكثير من امكاناته البدنية والفنية وخاصة الذهنية وبدا واضحا ان المرزوقي لم يتمكن من استعادة مستواه المعروف اما بسبب ضغط الجماهير التي رفضت عودته من الملعب التونسي أو بسبب انشغاله بأشياء أخرى، والمهم أن تعرضه الى إصابة في كل لقاء وعودته من الغد الى التمارين يبقى أمرا في حاجة الى التفسير وبدا واضحا أيضا أن معلول قد اقتنع أخيرا أن التعويل على شاب مندفع مثل الهيشري أفضل بكثير. **ادماج الشبان على ذكر وليد الهيشري اقتنع معلول أيضا أن هناك شبان قادرين فعلا على افادة الفريق مثل ماهر عامر الذي أقحمه لاول مرة والهيشري وربما ليتيم في قادم الأيام. **متى يتحرر السلامي؟ الأمر الوحيد الذي مازال عالقا في الحديقة «أ» ومازال الاحباء لم يجدوا له اجابة هو ابتعاد السلامي عن التشكيلة الأساسية، رغم أنه هناك من يقول أن معلول منح الفرصة أحيانا للاعب البقلاوة سابقا ولو لبعض الدقائق، ولكن الأكيد ان السلامي عول عليه مدرب الافريقي في غير مركزه (متأخر كثيرا)، والمكان المناسب لهذا اللاعب هو خلف المهاجمين بل لعب أحيانا في الملعب التونسي كمهاجم ثان وكان مردوده ممتازا فلماذا لا يفكر معلول في ادماجه لأن تتالي مواعيد البطولة سيفرض على الافريقي التعويل على كل أبنائه، وسيكشف بذلك جمهور الافريقي ان السلامي خلف المهاجمين أفضل بكثير من درامان. **كلمة حق رغم أن معلول استغرق وقتا طويلا نسبيا ليهتدي الى التشكيلة الأساسية والاعتماد على كل لاعب في المركز المناسب فان هناك كلمة حق لابد من قولها وهي أنه لم يتمكن منذ قدومه الى الافريقي من التعويل على التشكيلة المثالية بحكم الاصابات وقد اكتمل النصاب في الهجوم في الجولتين الأخيرتين فقط ولذلك سجل 7 أهداف في لقاءين، ويمكن القول هنا أن مردود الافريقي عرف نقلة نوعية أيضا بحكم عودة الميساوي الى مستواه المعروف بعد أن تخلص من آثار الاصابة لان هذا اللاعب له العديد من الخصال البدنية والفنية والسليتي لا يمكنه أن يواجه دفاع المنافس بمفرده وتأكد ذلك أمام الاسماعيلي مثلا ودرامان ليست له أية علاقة بالهجوم. * فرج الفجاري ---------------------------------------------------------------- بلاغ من الافريقي ليكن في علم أحباء النادي الافريقي والجمهور الرياضي أن تذاكر الدخول لمقابلة النادي الافريقي والاتحاد الرياضي المنستيري والتي ستدور يوم السبت 05 فيفري 2005 على الساعة الثالثة بعد الزوال بالملعب الاولمبي بالمنزه تباع ابتداء من يوم السبت 05 فيفري 2005 على الساعة العاشرة صباحا بحديقة الرياضة منير القبائلي وبشبابيك الملعب الاولمبي بالمنزه بالأسعار التالية: * مدارج مكشوفة ومنعرجات: 3.500 دينار * كراسي: 7 دنانير