يحتلّ سرطان «البروستات» المرتبة الأولى في اختصاص أمراض الكلى والمسالك البولية ويتمّ اكتشاف المرض سواء في تونس أو في الدول العربية المجاورة بصفة متأخرة جدا رغم أن مضاعفاته خطيرة ولها انعكاسات صحية ونفسية على المصاب. وكان هذا المرض وغيره محور المحاظرات والمدخلات التي قدّمها أخصائيو أمراض الكلى والمجاري والمسالك البولية خلال المؤتمر الذي نظّمته أمس الجمعية التونسية لأمراض الكلى والمسالك البولية بالتعاون مع الجمعيات المغاربية لنفس الاختصاص وهو الخامس على مستوى وطني والأول على مستوى مغاربي. وأفاد الدكتور ماهر بن طيبة الكاتب العام المساعد للجمعية التونسية أن أكثر الأمراض تفشيا هو مرض سرطان وتضخّم البروستات وخاصة للفئة العمرية التي تفوق 50 سنة ويليها مرض الحصى في الكلى ثمّ سرطان المثانة. وذكر أن جميع الأمراض المتعلقة بهذا الاختصاص ممكنة ووسائلها ناجعة من حيث التشخيص والعلاج. وأضاف أن جميع المختصين حاليا سلّطوا أغلب اهتماماتهم على مرض سرطان البروستات. وفي حديثه عن الملتقى قال: «يلتئم بمشاركة 300 طبيب مختصّ منهم 160 من الأقطار العربية مع تواجد مشاركات من مصر وأوروبا... وأضاف أن أهم المحاور تتمثل في سرطان «البروستات» والمثانة والتبول اللاإرادي عند المرأة وجراحة المنظار وسيتمّ على امتداد ثلاثة أيام تقديم 26 محاضرة مع 220 مداخلة سمعية بصرية. وخلص إلى القول بأنّ الملتقى يهدف إلى تبادل الخبرات فيما يتعلّق بجراحة المسالك البولية والتعرف إلى الحالات المرضية وحول جديد هذا الاختصاص أفاد أنّه تمّ اكتشاف تقنية جديدة للتبوّل اللاإرادي للمرأة. تأخير أفاد الدكتور فارس الهواري أخصائي في أمراض الكلى بمدينة وهران أن أكثر وأخطر الأمراض حاليا هي مرض البروستات والمثانة ويتفشّى مرض الحصى بصفة كبيرة مقارنة ببقية الأمراض. وأضاف أن سرطان البروستات يكتشف في أوروبا في مراحل متقدمة حيث يتيسّر علاجه بسهولة وبدون تدخّل جراحي لكن بالدول المغاربية لازال المريض لا يعرف مرضه إلا عرضا عند القيام بفحص طبي حول أي مرض. واعتبر أن هذا السلوك لا بدّ من تغييره لأن مرض البروستات يصيب حاليا لا فقط المتقدمين في السن بل أيضا الكهول الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 سنة. ووضّح بأنّ مرض البروستات له انعكاسات سلبيّة على مستوى صحي ونفسي تتمثل في التبول اللاإرادي بعد التدخل الجراحي أو العجز الجنسي. وأشار الدكتور محمد هاشمي أستاذ بكلية الطب بالرباط وأستاذ بالمسالك البولية وأمراض الكلى أنه كلّما اكتشفنا الورم بصفة مبكّرة كلّما كان العلاج أفضل وأنجع وأضاف أنّنا لازلنا كدول مغاربية نحتاج إلى العلاج بالخارج بسبب افتقارنا لآليات جديدة للتخفيف من الآلام. وتحدّث عن ضرورة التعاون بين الأخصائيين المغاربة والتفكير في دول شقيقة تنقصها الإمكانات لمساعدتها على ذلك. وأفاد كلّ من الدكتور محمد غدامسي والدكتور محمد مفتاح جربة أخصائيان في المجاري البولية بليبيا أن نسبة تفشي أمراض الحصى بالكلى تحتلّ المرتبة الأولى ببلادهما بسبب عوامل الوراثة والمناخ والأورام تتزايد نسبتها بالمنطقة الشرقية مقارنة بالغربية باعتبار قربها من مصر. وخلص إلى القول بأن المؤتمر مهمّ جدا من الناحية العلمية لكنّ المحاضرات جاءت كلّها باللغة الفرنسية وليس هناك ولو ملخّص صغير بالانقليزية. أمراض نادرة تحدّث الدكتور محسن عيّاد عضو بالجمعية التونسية لجراحة الكلى والمسالك البولية عن مرض يهمّ الجهاز التناسلي عند الرجل وهو مرض ناتج عن أمراض الدم بصفة عامة كسرطان الدم مثلا حيث يتسبب في انسداد الأوردة التي تعيد رجوع الدم ليعود الجهاز التناسلي إلى حالته الطبيعية وهذا الأخير في حالة عدم معالجته بسرعة يؤدي إلى العجز الجنسي. وحول زرع الكلى باعتباره المدير العام لمركز التبرع بالأعضاء أفاد أنّه تمّ خلال سنة 2004 زرع 43 كلية مسجّلة بذلك لتطوّر ضعيف حيث كان السنة الماضية 42. وأخذت 16 كلية منها من جثث أموات وهي نسبة ضئيلة أمام ما يلزمنا من 200 حالة سنويا وذكر أن تسجيل عدد المتبرعين ببطاقات التعريف بلغ 7 آلاف حالة إلى حدّ الآن وهي نسبة ضئيلة. وخلص إلى القول بأنّ المركز يقوم بالتحسيس هذه الأيام للطلبة بالمبيتات الجامعية. وختم بأنّ التلفزة التونسية رغم الإرادة السياسية التي احتضنت مسألة التبرع لازال عملها التحسيسيّ ضئيل جدا.