النقاش الذي من المنتظر أن يدور اليوم بين أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي سيفصح إلى درجة كبيرة عن مدى السعي الفعلي والعملي للإعداد للمؤتمر القادم المقرّر انعقاده خلال شهر مارس القادم. المسائل تبدو متداخلة في أذهان «الوحدويين» والأغراض متباعدة جدا فالمقاصد قد اختلفت بين أكثر من تيار داخل المكتب السياسي واقتران المؤتمر القادم بتصعيد مكتب جديد دفع بكل الأطراف إلى العمل على تأمين أوفر الظروف للتواجد في قيادة الحزب خلال السنوات القادمة ويبدو أن منطق المناورة قد أضحى طاغيا على تصرفات ومقترحات ونقاشات مختلف الأعضاء الحاليين للمكتب السياسي للوحدوي. مصادر من داخل المكتب السياسي للوحدوي أشارت ل»الشروق» أن مصلحة كامل أعضاء المكتب السياسي في ظلّ الوضعية الحالية الضبابية تبقى الدفع نحو تأجيل المؤتمر إلى حين توضح التحالفات والحسابات الصحيحة. وسيمرّ تحقيق هذه الغاية عبر السعي بكل الطرق والآليات إلى عرقلة سير هيكلة الجامعات وتجديدها في أسرع الأوقات وحتى وإن أقر المكتب السياسي هذا المساء جدولة لزيارات الجهات وتركيز الهيئات الجديدة بها فإن التنفيذ لن يكون على أفضل الحالات ولن يكون بوسع الحزب تحقيق كامل الهيكلة وتوفير كامل مستلزمات المؤتمر المادية والأدبية في ما تبقى من الوقت الذي يبدو أنه أضحى ضاغطا إلى أبعد الدرجات. وأكدت مصادر مطّلعة ل»الشروق» أن المؤتمر القادم للوحدوي الديمقراطي بالأوضاع الحالية لن يلتئم في موعده المحدّد سلفا (مارس) وأن التطورات قد تدفع إلى تأجيله إلى نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل فهل يُفصح أعضاء المكتب السياسي لأنفسهم هذا الواقع أم تواصل المسألة مسيرها في الخفاء والكواليس وبعيدا عن الأضواء؟