تميز الموسم الحالي لغابات القوارص بتحسن واضح لنوعية الغلال ونمو في حجم الانتاج الذي بلغ 243 ألف طن بزيادة 16 عن الموسم الفارط، مما مكن من برمجة 25 ألف طن للتصدير الذي انطلق يوم 15 جانفي نحو سوق الاتحاد الاوروبي وأسواق أوروبا الشرقية، مع الاشارة الى أن معدل عائدات تصدير القوارص يبلغ سنويا 11 مليون دينار أي حوالي 5 من قيمة صادرات المواد الغذائية. وتعود مؤشرات النمو التي حققها القطاع الى إحكام تنفيذ عناصر الاستراتيجية المتكاملة التي رسمها الرئيس زين العابدين بن علي للنهوض بانتاج القوارص كمحور حيوي في الدورة الاقتصادية للبلاد حيث بادر سيادته بإقرار مخطط مرحلي لتشبيب غابات البرتقال، مشفوع ببرامج سنوية للعناية بالغراسات الفتية ومكافحة الامراض والآفات التي طالما أثّرت على المنتوج، الى جانب خطة استشرافية هدفت الى التوسّع بهذا الصنف من الانتاج الواعد خارج مناطقه التقليدية في الوطن القبلي، وذلك بولايات بن عروس، وباجة، وجندوبة، والقيروان، بما من شأنه ان يُعاضد حجم الانتاج ب 25 ألف طن منذ دخول المساحات الجديدة حيز الاستغلال، هذا الى جانب إثراء الغراسات الجديدة ب 25 صنفا جديدا من القوارص المتميزة بسيولة الرواج على الأسواق الخارجية. ولقد تعزز هذا التمشي الهادف بالقرار الرائد الذي اتخذه الرئيس زين العابدين بن علي يوم 12 ماي 2004 ضمن منظومة الاجراءات الهادفة الى تجسيم النمو الفعلي للقطاعات الفلاحية المنتجة، والمتمثل في دعم الفلاحين المقبلين على نشر غراسات القوارص بالمناطق الجديدة المحددة في الخارطة الفلاحية، بنسبة 50 بالمائة من كلفة المشاتل، مع احاطتهم بالارشاد التقني والتأطير المهني المتخصص، لانجاح انطلاقة مشاريعهم. والجدير بالملاحظة ان خطة النهوض بانتاج القوارص وردت مندمجة ضمن عناصر الاستراتيجية التنموية الشاملة لمختلف الغلال القابلة للتثمين التجاري والتي تجلت نتائجها في مضاعفة صادرات الرّمان مرتين ونصف من معدل رواجها السنوي، وارتفاع صادرات الدلاع من معدل 500 طن سنويا الى 2500 طن خلال الموسم المنقضي ودخول منتوجات الاجاص والعوينة والتفاح التونسي الى الاسواق الاوروبية والخليجية، بنسق واعد.