كشفت مصادر صحفية عن سعي عدد من الشخصيات البارزة لم تفصح عن هويتها إلى بحث صفقة مع الأمريكيين للإفراج عن الرئيس العراقي المعتقل صدام حسين في مرحلة أولى ثمّ إبعاده دون محاكمة. بالتوازي مع ذلك تجرى تحركات صامتة تقوم بها عائلة الرئيس العراقي بقيادة رغد صدّام حسين على نطاق واسع لإعفاء صدام من المحاكمة وإخراجه من العراق. وتأتي هذه التحركات بعد أن بدأ بعض أعضاء هيئة الإسناد في الدفاع عن الرئيس العراقي يشعرون بالملل مع عدم حصول أي تقدّم من أي نوع على مسار المحاكمة خاصة أن الهيئة تدير شؤونها من مكتب صغير في العاصمة الأردنية عمان ولا يربطها ببغداد سوى المحامي العراقي خليل الدليمي الذي يتعرض من جانبه لصعوبات ومضايقات. ترتيبات سرية وترفض الهيئة عموما الإفصاح عن خططها في البحث عن مخرج آخر لقضية الرئيس العراقي صدام حسين غير الاستمرار في الاعتقال أو المحاكمة لكن الاتصالات الجارية في كواليسها أشارت إلى أن العمل على الضغط على الأمريكيين باتجاه التفكير في الإفراج عن صدام دون محاكمة مقابل إبعاده يمثّل استراتيجية باطنية لعدّة شخصيات تتحرك في أفق قضية صدام حسين رغم الإشكالات القانونية. وحسب صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن فإنّ الاعتقاد السائد في هامش العمل التضامني مع صدام حسين وعائلته بأن الفرصة إذا لم تتح للإفراج عن صدام حتى في ظلّ صفقة أو ترتيب مع الأمريكيين فينبغي أن تكون دون إقفال الباب أمام أي مبادرات من هذا النوع يمكن أن تطرح مستقبلا. وأضافت الصحيفة أن هيئة الإسناد تلاحظ أن السلطات الأمريكية ليست مهتمة فعلا بمحاكمة حقيقية للرئيس صدام وقد تقتضي مصالحها لاحقا عدم الاسترسال في المحاكمة والتعامل مع قضية صدام كما تعاملت مع قضايا زعماء آخرين في تجارب مشهودة في العالم. وتابعت الصحيفة أن تحالفا من الشخصيات البارزة يعمل حاليا على تأسيس نظرية تطرح ملف اعتقال صدام على أساس أنّه قضية زعيم سابق ومعتقل وينبغي أن يخرج من السجن في إطار صفقة أو ترتيب ما وعلى أساس أن نظام صدام انتهى عمليا. وأشارت الصحيفة إلى أنّ هيئة الإسناد لن تمانع في الإفراج عن موكلها وخروجه بترتيب ما من العراق لكنها أقل حماسا للتعبير عن هذه الأفكار بسبب الحسابات القانونية والسياسية المتعلقة بموقفها من ملف الاحتلال الأمريكي فالهيئة تعتبر كل ما حصل في العراق غير شرعي بدءا بالاحتلال وانتهاء بالانتخابات ومرورا بإسقاط النظام واعتقال صدام ورفاقه. تحركات عائلية وكشفت القدس العربي عن وجود شبكة من الأصدقاء يعملون انطلاقا من هذه الأفكار دون التصريح بها حفاظا على القنوات الخلفية للمبادرات الممكنة وعلى رأس هؤلاء تقف رغد صدام حسين ابنة الرئيس العراقي التي تتحرك بصمت في كلّ الاتجاهات وفي إطار سعيها إلى عدم الخروج عن شروط الضيافة الأردنية لها. ونقلت شخصيات مقرّبة من رغد إشارات مبهمة بين الحين والآخر حول استعدادها مع شقيقتيها رنا وحلا ووالدتها ساجدة خير اللّه لبذل كلّ ما يمكن لإخراج صدام من السجن ولا تخفي رغد أن ما يحرّكها مشاعرها العائلية والعاطفية أكثر من أي إحساس آخر. وتناضل رغد مع كل المنظمات الدولية لتأمين مقابلة عائلية لوالدها في السجن. وتعمل ساجدة خير اللّه زوجة الرئيس صدام من جهتها على خطّ مواز مع شخصيات قطرية وخليجية وتبحث عن مبادرات تنتهي بخروج زوجها من السجن دون محاكمة وتمكينه من الخروج من العراق للعيش خارجه دون أن تستخدم ساجدة كلمة نفي أو إبعاد. وانضمّ إلى هذه الشبكة من أنصار الداعين إلى الإفراج عن صدام وزير العدل الأمريكي الأسبق رمزي كلارك وهو الطرف الوحيد الذي يتحدث معه الأمريكيون بخصوص ملف صدام حسين. وفتح كلارك خطا ساخنا من الاتصال مع عائلة صدام حسين في عمان والدوحة وأبدى استعدادا كبيرا للعمل على الإفراج عن صدام.