الخليل القدسالمحتلة (وكالات) سقط أمس شهيد فلسطيني في الخليل بالضفة الغربية في انتهاك صهيوني صارخ للهدنة المعلنة التي بدأت حكومة شارون تتملص منها بعدما أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية التزامها بها... ولم تقدم حكومة شارون للفلسطينيين منذ الإعلان عن هذه الهدنة في قمة شرم الشيخ شيئا يذكر سوى وعد بإطلاق بضع مئات من الأسرى وإعادة جثامين مقاومين كانوا قد استشهدوا أثناء عمليات فدائية وتنبىء الاعتداءات الإسرائيلية كالاعتداء الذي أوقع أمس شهيدا في الخليل ومماطلة حكومة شارون في تنفيذ الالتزامات المترتبة عليها بموجب وقف إطلاق النار المعلن عنه في قمة شرم الشيخ بانتهاء حالة التهدئة التي تلتزم بها فصائل المقاومة الفلسطينية... ...لتقويض الهدنة وذكرت مصادر فلسطينية أن الشهيد الذي سقط في الخليل برصاص سائق جرافة إسرائيلي وعسكريين إسرائيليين اثنين قرب الموقع الذي يعرف ب»قبر راحيل» يدعى صبري فايز الرجوب (16 عاما). وكان الفتى يمرّ بالقرب من الجرافة (العسكرية) حين أطلق عليه سائقها النار ثم أسرع جنديان إلى المكان وأطلقا بدورهما الرصاص على الفتى الذي استشهد على الفور. وكذّب شهود ومصادر أمنية فلسطينية ادعاء الجيش الإسرائيلي بأن الفتى كان يحمل مدية (خنجرا) وأنه حاول طعن جندي صهيوني. وجاء استشهاد هذا الفتى برصاص جنود الاحتلال امتدادا لانتهاكات إسرائيلية مستمرة للهدنة المعلنة ونسفا لحالة التهدئة المستمرة منذ مدة. وفي أحدث اجتماع عقد بين وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز والمفاوض الفلسطيني محمد دحلان اظهر الجانب الإسرائيلي بوضوح أنه يتملص من تنفيذ التزاماته إذ عدد «الخروقات» الفلسطينية المزعومة لاتفاق شرم الشيخ بدل اتخاذ الخطوات التي يطالب بها الفلسطينيون. وفي هذا السياق تحديدا لاحظ حسن أبو لبدة أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني أن موفاز استهلك أكثر من ساعة ونصف الساعة أثناء الاجتماع مع دحلان في استعراض تلك الخروقات المزعومة. وأثمر اللقاء نتائج هزيلة حيث أن الجانب الإسرائيلي وعد بنقل مسؤولية الإشراف الأمني على مدينة أريحا بشمال الضفة الغربية إلى الفلسطينيين. وتحدث الإسرائيليون عن الانسحاب من هذه المدينة مع أن قوات الاحتلال متواجدة فقط في محيطها وهو ما يعني أن الحديث عن «الانسحاب» من أريحا مجرد خداع إسرائيلي. كما أن موافقة حكومة شارون على الإفراج عن حوالي 500 فلسطيني شارفت مدة حسبهم على الانتهاء لا يعدو أن يكون خداعا إسرائيليا وهو ما أكدته حركة «حماس». ومن بين الخطوات المحدودة التي قامت بها تل أبيب في محاولة لإظهار التزامها باتفاق شرم الشيخ تسليمها أمس جثامين 15 فلسطينيا كانوا قد استشهدوا بين 23 سبتمبر و6 أكتوبر 2004 أثناء تنفيذهم عمليات فدائية وينتمي معظم هؤلاء الذين استقبلت جثامينهم بحفاوة في الضفة الغربية كما في قطاع غزّة إلى حركة «حماس». وبعد لقاءات في غزة منذ وصوله إلى القطاع يوم الجمعة الماضي كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد انتزع في نهاية الأسبوع التزاما من حركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» بالتنسيق مع السلطة قبل الرد على أي انتهاك إسرائيلي للهدنة ويعني الاتفاق على «التنسيق» عمليا امتناع الحركتين عن الرد تلقائيا على الانتهاكات الإسرائيلية.