تسعى حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش التي يحظى المركب الصناعي العسكري بنفوذ داخلها، إلى استغلال سنواتها الأربع المقبلة للإسراع في تحديث جيش عهد الحرب الباردة وهو ما أشارت إليه ميزانية الدفاع للعام المالي المقبل التي تبلغ 419 مليار دولار بزيادة خمسة بالمائة عن العام الحالي. إذ تحاول الحكومة الأمريكية إحياء دراسة مثيرة للجدل بشأن ما إذا كان بالإمكان تصميم أسلحة تستطيع اختراق الأرض إلى مسافة عميقة وتدمر مستودعات محصنة تحت الأرض. وفي الوقت نفسه يحاول مكتب إعادة تشكيل القوات المسلحة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حشد تأييد لإنتاج نظام أسلحة تكتيكي يعمل بالليزر لاستخدامه في العراق خلال العامين المقبلين. وقال الجنرال في سلاح الجو الأمريكي، جون فورسيث، «يعتقد معظم الناس أن أنظمة الليزر هذه بعيدة بما يقارب 10-15 عاما»، معترفا بأن أنظمة الليزر الكبيرة، التي تصل قوتها إلى نحو 150 كيلو وات، لا تزال بعيدة على الأرجح عقدا من الزمن أو نحو ذلك. ولكن نظاما يستخدم 10 أو 20 كيلو وات يمكن أن يكون جاهزا في غضون عامين على الأكثر. ويتبنى مكتب إعادة تشكيل القوات الأمريكية إيجاد نظام ليزر جديد يستخدم أشعة ليزر ذات قوة منخفضة تنطلق من مرايا عاكسة-وهو مفهوم يعرف بالطاقة التي يعاد توجيهها في قنوات أخرى لتضرب أهدافا قليلة الصلابة. وقال فورسيث «إن لدينا إمكانية محتملة وقدرات قريبة المدى.» ومفهوم النظام الجديد من شأنه أن يجمع أشعة ليزر تكتيكية موجودة مع منصة محمولة جوا تحمل مرآة عاكسة. وقال فورسيث إن البنتاغون تأمل أن يكون بالإمكان استخدام هذا النظام قريب المدى في العراق. ويجري النظر حاليا لتنفيذ هذا المشروع، في خمسة أنظمة مرشحة له: ثلاثة منها أنظمة تقوم بتطويرها شركة صناعة الأسلحة لوكهيد مارتن، ومختبر لورانس ليفرمور في كاليفورنيا، وشركة صناعة الأسلحة نورثروب غرومان. وهناك جهد وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة، لتطوير نظام ليزر من 15-20 كيلو وات. وهناك أيضا اقتراح من شركة بوينغ يجمع معا العديد من أنظمة الليزر ذات طاقة 3 كيلو وات لتصبح هناك أنظمة بمقدار 12 كيلو وات. ويذكر أن شركة لوكيهد مارتن احتلت المرتبة الأولى في قائمة كبريات الشركات الأمريكية المائة التي حصلت على عقود من البنتاغون في العام الماضي حيث بلغت حصتها نحو 21 مليار دولار، تليها شركة بوينغ بعقود قيمتها 17 مليار دولار، ونورثروب غرومان في المرتبة الثالثة بعقود بلغت نحو 12 مليار دولار. وقال فورسيث إن نظام الليزر التكتيكي منخفض القوة سيكون مفيدا للغاية في مكان مثل العراق، مضيفا «إننا لسنا في حرب ضد دول أو جيوش كبيرة، إننا في حرب ضد أفراد» ويذكر أن حصة سلاح الجو الأمريكي من ميزانية الدفاع هي الأكبر حيث سيخصص له 127.5 مليار دولار يليها 125.9 مليار دولار لسلاح البحرية بما فيها المارينز و 100 مليار دولار للجيش. وفي ما يتعلق بالقنبلة النووية لاختراق المستودعات المحصنة تحت الأرض فإن الكونغرس كان قد قضى على الدراسة الخاصة بها العام الماضي، بسبب القلق من أنها قد تقوض الجهود الأمريكية الرامية للحد من تطوير أسلحة نووية أخرى. وكشف تقرير لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية بواشنطن أن الولاياتالمتحدة وفق اتفاقيات سرية تحتفظ بنحو 480 سلاحا نوويا في قواعد جوية في دول أوروبية من بينها ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبلجيكا وتركيا وهولندا. وبموجب الميزانية الفدرالية التي اقترحتها حكومة بوش للعام المالي المقبل، وقدمتها إلى الكونغرس هذا الأسبوع فإن وزارة الطاقة الأمريكية ستنفق 4 ملايين دولار على دراسة ما تسميه «المخترق النووي القوي للأرض» بينما ستساهم البنتاغون بتقديم 4.5 مليون دولار. وعلى الرغم من أن هذه المبالغ ضئيلة بالمقارنة مع إجمالي ميزانية الدفاع المقترحة، فإن محاولة إحياء الدراسة ستؤدي إلى إثارة نزاع مع الكونغرس الأمريكي.