رايس تتبادل القبل مع كل من يعترضها في خارطة الطريق... وهذا يؤكد التوجه «الدبلوباسي» الجديد للسياسة الأمريكية... غير أن زميلها في حكومة الحرب على كل شيء السيد رامسفيلد لم يلق هذه الحظوة في زيارته الثامنة إلى العراق... لقد زرعوا له «نونا» في كل قبلة فصارت القبلة قنبلة... كان خميسه في العراق يوما أغبر... في العراق يتخفّى رامسفيلد كما يتخفّى عدوه بن لادن في جبال أفغانستان... هو لا يثق حتى في أتباعه العراقيين ولا يعرف مسؤول واحد منهم مسار الضيف المبجّل ولهذا نحرم من رؤية طلعته البهية في الشوارع العراقية... كان الاحتفال بمجيئه على قدر أهمية الرجل... في حي من أحياء بغداد دارت معركة بين أكياس اللحم من جنود علاوي وبين مسلحين يلبسون زي الحرس الجمهوري... قاموا باستدراج «المساكين» الى كمين محكم... وبعد أن أغلقت جهنم أبوابها بقيت الجثث منتشرة في الساحة ومعها 45 سيارة شرطة محترقة... وهذا رامسفيلد يقول أنه جاء لتهنئة القوات الأمريكية والعراقية على قدرتها في فرض الأمن... آخر رصاصة أطلقها الاحتلال واسمها «الانتخابات» كان دويها اعلاميا أما على الساحة فإنها كانت مجرد طلقة شماريخ... بعد «أمريكا الحرب» بوش يبيعنا «أمريكا الديبلوماسية»... مساحيق لتجميل ما سبق واعادة التسمية لأخطاء فادحة ولكن شيئا لن يتغير في العراق بل القادم أعظم لأن الاحتلال يبقى احتلالا ولو لبس جبّة الحرية... لذلك فإن «الطمرطيق في خارطة الطريق» قد يؤتي أكله لفترة قصيرة ولكن هناك في العراق البوس لا يمحي البؤس والعناق لا يزيل قطع الأعناق... ماذا ننتظر من شعب محتل ظلما وعدوانا... ماذا ننتظر من شعب سطا عملاء الغزاة على سيادته... وفي اعتقادي فإن الأنظمة التي تدفع اعلامها على الانتصار للمحتل وتسويق بضاعته ترتكب خطأ قاتلا لأنها ببساطة تزرع ثقافة الخيانة وتتدفأ على نار حامية جدا والحال أن قماشها سريع الالتهاب...