حين يمتزج بياض ثلوج روسيا بصفرة رمالنا الذهبية تكون لوحات فنية رائعة تخرج من بين أنامل الرسّامة «فيرونيكا قيلياكوفا». فيرونيكا روسية المولد لأب روسي وأم تركية اختارت بلادنا مستقرا منذ سنوات طويلة.. ولم يطل بها المقام في بلادنا حتى أسرها جمال الطبيعة واستهواها عمق الصحراء ولوحاتها البديعة وتفجّرت موهبتها في شكل لوحات تبدأ بالرمل، واليه تنتهي بعد أن تضفي عليه من سحر الألوان والمناظر والاشكال وما يرسمه الخيال من لوحات تنطق بجمال الصحراء التونسية.. وتحكي من خلالها فيرونيكا قصة الابداع حين يسكن الوجدان وتترجمه ريشة الرسام الى لوحات تروي أسرار الصحراء وثراء المناظر الطبيعية التي تحفل بها بلادنا... تقول فيرونيكا «انها تصر على تبويب أعمالها تحت عنوان كبير اسمه زينة الصحراء » في حرص معلن على ترجمة حجم عشقها للصحراء التونسية كمصدر للإلهام وكمنبع للوحاتها.. وهي تعتز بكونها رسّامة عصامية نشأت في بيئة صقلت موهبتها ومكنتها حين استقرت ببلادنا من تفجير مخزون الابداع لديها مستلهمة مواضيع لوحاتها من جمال الصحراء ومن المناظر الطبيعية الخلابة لبلادنا. لماذا تصر على جعل الرمل مادة أساسية في كل لوحاتها؟ تقول «فيرونيكا» ان الصحراء سحرتها وشحذت خيالها وأغرتها بالإبحار في أسرارها واتخاذ الرمل مصدرا للإلهام وللإبداع.. سواء في شكل لوحات عادية او على الأواني الخزفية والطينية والتي تشكل وجها اخر من أوجه ثراء الموروث التونسي. هذا علاوة على قدرة فائقة على النحت على الحرير... عن مواضيع لوحاتها تقول «فيرونيكا» انها تدور حول الطبيعة والمرأة وعن قيم خالدة في حجم التضامن بين البشر وعن قضايا العدل والحرية ومقاومة الظلم والطغيان... أما عن أحلامها فتختزلها «فيرونيكا» في رغبة جامحة تسكنها في التمكن من عرض أعمالها في معرض خاص أو جماعي، وهي تأمل في لفتة من السلط الثقافية بجهة أريانة او بالعاصمة لتفتح أمامها الأبواب وتمكنها من مصافحة جمهور الرسم في تونس وجعله يكتشف ألوانا فنية أخرى تروي جمال الصحراء وجمال تونس بريشة زاوجت بتألق واضح بين الثلج والصحراء.