لا شيء يا صديقي.. لا شيء سوى انها النكبة رقم ستة. لا شيء!! دموعك تسيل أنهارا.. القدس يعربد فيها الصهاينة.. وبغداد سقطت فماذا بقي.. ليبكيك صديقي. صدّام قبضوا عليه. هل أنت خرفت؟... هي الحقيقة المرّة يا صديقي... مستحيل.. أين الحزام الناسف.. أين آمال العودة الى الحكم.؟. لقد قبضوا على شبيهه يا أحمق... صدّقت أكاذيب الصحافة يا أحمق. اذن.. فقد قبضوا عليه. قبضوا عليه!؟! قبضوا على أسد بغداد.. وهل قاتل؟... ذكّرتني بالخنساء.. انتظرت عودة أبنمائها الثلاثة من المعركة.. وحين يئست سألت فأعلموها.. بأنهم استشهدوا كلهم.. فسألت : هل قاتلوا قتال الرجال.. اقسموا لها أنهم قاتلوا.. قتال الابطال.. فوالله لم يذرف دمعة.. هل قاتل؟.. قبضوا عليه في قبو.. كفأر... ولا رصاصة ولا رصاصة وفضّل حياة الذل على ميتة العز كان رجلا بطلا.. لم يبع بلاده لكن الخيانة قبيحة.. خانوه... صبري في سويسرا.. والصحاف في أبوظبي.. والبقية يصطادونهم.. واحدا بعد آخر.. ودون قتال.. عدي وقصي.. والبطل الصغير مصطفى.. كم كانوا رجالا.. وحدهم كانوا رجالا.. أما بقية رموز النظام... والدهم بطل.. وفي الامر سر قذر.. كم يوجعني قلبي عندما أتذكر ندوات طه ياسين رمضان؟.. كان صوته.. يفيض شهامة ورجولة نخوة عربية أصيلة.. آه كم يوجعني قلبي.. حين يعدها فورا أتذكر صور أسره... لقد زذلّوا.. صدّام أكثر... علنة الله عليهم فاقدي الشرف.. والمروؤة... انذال عديمي انسانية.. لو كانوا متحضّرين حقا على الأقل احترموا فيه الانسان.. ان المتحضر.. حتى أعدائه يعامل معه بطريقة انسانية. يا أحمق، هم يريدون اذلال العرب.. وارهابهم. لن يذل العرب أبدا.. ولن يذل صدّام.. سيبقى رمزا سيبقى سيد الرجال.. سيد الأحرار. يا أحرار العراق.. يا ثوّار العراق.. قاتلوا.. حتى الطلقة الاخيرة.. قاتلوا حتى القطرة الاخيرة يا مفكير العراق.. افضحوا الجريمة.. افضحوا الفضيحة.. افضحوا العملاء والخونة وسماسرة الوطن.. قاطعوهم اكتبوا فيهم أبشع اشعار الهيجاء.. وارسموا عنهم أشنع رسوم الكاريكاتير.. يا أغنياء العراق ساندوا الثوار حتى المليم الاخير.. فأنتم الامل الاخير يا كل شرفاء العرب هي معركتكم.. فخوضوها.. خوضوها.. بكل رجولة.. قاتلوا ليرحل كل هذا الذل.