«الكتبية» فيلم تونسي تم انتاجه في العام الماضي (2002) وعرض في الدورة الاخيرة لأيام قرطاج السينمائية ومع ذلك لم يظهر الى الآن في قاعات السينما... لماذا؟ نوفل صاحب الطابع، مخرج الفيلم نظم صباح امس عرضا خاصا للفيلم في قاعة سينما «الريو» بالعاصمة وكان من المنتظر ان يعلن عن «خروج» الفيلم الى القاعات ولكن للاسف الشديد لم يجد الترحاب الكافي من الموزعين واصحاب القاعات لعرض فيلمه للجمهور. صراع بين الماضي والحاضر الفيلم هو رحلة «عاطفية» او «حنينية» في اعماق المدينة العتيقة التي لم تعد تتسع لأحلام أهلها وخصوصا الجيل الجديد من الشباب التائق الى الانعتاق والحياة العصرية ويختصر المخرج رحلة الفيلم في حكاية كهل يدعى جميل (احمد الحفيان) يعود من الخارج وتحديدا من جزر «الأنتيل» حيث قضى سنوات طويلة في الترحال والبحث عن الذات... وخلال عودته الى تونس يستقر في مكتبة قديمة بالمدينة العتيقة يعيش اصحابها حكايات وصراعات لا تنتهي فالقائم بأعمال المكتبة «طارق بن عثمان» (عياض الباجي) يعيش خلافا مع زوجته «ليلى» (هند صبري) التي تطمح الى تحقيق احلامها في الغناء والحياة العصرية... اما والدته «عيشة» (مارتين القفصي) فتعيش بدورها تمزقا بين الماضي الذي يمثله زوجها الراحل والحاضر الذي يمثله جميل... وتلتقي الشخصيتان «عيشة» و»جميل» في نقطة مشتركة وهي الماضي الأليم لكليهما. ويتناول الفيلم من خلال هذه الحكايات والخلافات الصراع العنيف بين الماضي والحاضر والعتيق والحديث والحفاظ على الموروث والتفريط فيه للحياة العصرية. نفور من الموزعين وأصحاب القاعات ورغم «رهافة» الفيلم و»حساسيته» وأهمية القضية المطروحة فيه اضافة للمستوى الفني الجيد سواء في بنية السيناريو والاحداث والشخصيات او في أداء الممثلين . لم يجد اي ترحاب من الموزعين واصحاب القاعات لعرضه للجمهور العريض لا لشيء سوى لكونه فيلما غير تجاري وغير قادر على استقطاب الجمهور وهي حالة خلفتها الافلام التونسية الاخيرة مثل «خرمة» و»عرايس الطين» و»الناعورة» التي قوبلت بنفور كبير.