جدد اثنان من متطرفي تيار المحافظين الجدد دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى العمل على تغيير نظامي الحكم في سوريا وإيران وفرض حصار على كوريا الشمالية على غرار الحصار المفروض على كوبا منذ أكثر من أربعين عاما، ولكن على أن يكون مدعوما بتخطيط لشن ضربة استباقية لمواقعها النووية. وقال ريتشارد بيرل، المستشار في مكتب وزير الدفاع الأمريكي، وديفيد فروم، الكاتب السابق لخطابات بوش والذي اخترع مصطلح «محور الشر» في كتابهما المشترك «نهاية الشر: كيفية كسب الحرب ضد الإرهاب» الذي صدر في شهر نوفمبر الماضي بأنه ينبغي أيضا على الولاياتالمتحدة التعامل مع السعودية وفرنسا كمنافسين وربما كعدوين وليس كحليفين في الحرب على ما يسميانه «الحرب ضد الإرهاب». فهما يحثان بوش بأن «يقول الحقيقة عن السعودية، وأن بعض الأغنياء السعوديين وبعضهم من أمراء العائلة المالكة يمولون القاعدة وأن الحكومة السعودية تدعم المنظمات الإسلامية المدربة على الإرهاب، كجزء من حملة أكبر لنشر نمطها المتطرف للإسلام في العالم الإسلامي وفي أوروبا وأميركا الشمالية.» وصفات الصقور أما في ما يتعلق بفرنسا التي تتخذ موقفا مناهضا للحرب الأمريكية على العراق، فإن الكاتبان يدعوان إلى عمل شديد ضد فرنسا وأحلامها في التوازن مع القوة الأمريكية. فهما يدعوان الولاياتالمتحدة إلى أن «تجبر الحكومات الأوروبية أن تختار بين باريس وواشنطن، ويجب الحفاظ على استقلال بريطانيا عن أوروبا وربما بالوصول المكشوف للأسلحة البريطانية لأسواق الدفاع الأمريكية.» ويعتبر الكاتبان العالم في الوقت الراهن بأنه «غير آمن للأمريكيين، وأن الحكومة الأمريكية تظل غير مستعدة للدفاع عن شعبها» لذلك فإنهما يوجهان تحذيرا من الأخطار المحيطة بالولاياتالمتحدة: التهديد المستمر من الإرهاب، والأزمة مع كوريا الشمالية، وما يسمونه بالمطامح العدوانية للصين. والكاتبان اللذان يعتبران من صقور واشنطن، المعادين للقضايا العربية، يدعوان إلى ضرورة الإطاحة بنظام حكم الرئيس بشار الأسد والعمل على ذلك بوقف إمدادات النفط العراقي، ومصادرة الأسلحة التي يشتريها من إيران وشن غارات داخل الأراضي السورية لملاحقة مناهضي الولاياتالمتحدة الذين يدعوهم الكتاب «الإرهابيين». ويحذر بيرل وفروم من فتح حوار مع رجال الدين الحاكمين في طهران ويحثان بوش على ازدرائهم والعمل من أجل الإطاحة بهم بالتعاون مع المعارضين الإيرانيين. ويدعو بيرل وفروم في كتابهما حكومة بوش إلى أن تكون أية محادثات مع كوريا الشمالية مشروطة بالتخلي الكامل والفوري عن برنامجها النووي. وأنه في حالة عدم موافقة بيانغ يونغ على هذا الطلب فينبغي على الولاياتالمتحدة فرض حصار عسكري على غرار الحصار ضد كوبا والقيام باستعدادات مكشوفة للحرب ضدها بما في ذلك السحب السريع للقوات الأمريكية من حدود المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين حتى يتم إبعادها عن مدى المدفعية الكورية الشمالية. ويعتقد الكاتبان أن مثل هذه الخطوات قد تدفع الصين إلى التخلي عن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل، وتنصيب ما يصفانه ب»نظام حكم أكثر عقلانية» في بيونغ يانغ. رغبة في التدمير ويقدم بيرل وفروم في كتابهما في سياق دعوتهما إلى تحطيم مواقف «عدم الاهتمام والفتور» وتوجيه ضربة لما يعتبرونه حملة عداء يقوم بتسريبها خصومهم في ما يسمونه «مراكز الحذر» مثل وزارة الخارجية وكبار الضباط العسكريين، ما يقول معهد أميركان إنتربرايز (معقل المحافظين الجدد) أنه رواية مفصلة وموضوعية عن نقاط الضعف التي تواجه الولاياتالمتحدة ومنها: جيش يقاوم قادته التغيير، ووكالات استخبارات عتيقة أعمالها بيروقراطية ودبلوماسيون يقدمون علاقات الصداقة مع نظرائهم الأجانب على مصالح الأمة. ويقدم الكاتبان برنامجا جزئيا لما يعتبرانه «دفاع عن الولاياتالمتحدة» ولكسب الحرب على الإرهاب. ومن بين المواضيع الرئيسية التي يتناولها الكتاب: لماذا تجازف الولاياتالمتحدة بأمنها إذا رضخت إلى سلطة الأممالمتحدة؟ ولماذا يجب على الولاياتالمتحدة اتخاذ عمل حاسم ضد إيران الآن؟ ولماذا كل شيء يقرأه الأمريكيون في الصحف عن الصراع العربي الإسرائيلي خاطئ؟ وكيف يجب أن تتغير الحكومة الأمريكية إذا كان لا بد من خوض الحرب ضد الإرهاب حتى النصر؟ فالكاتبان يحذران من مغبة تردد الولاياتالمتحدة «في الرغبة في التدمير» فهما يدعوانها إلى تحديد من أين يأتي التهديد الإرهابي التالي، والكيفية التي يمكن فيها العمل لحماية الأمريكيين.