واشنطن «الشروق» محمد دلبح: شن ريتشارد بيرل، عضو مجلس سياسة الدفاع التابع لوزير الدفاع الأمريكي، هجوما حادا على بعض الدول العربية من بينها مصر والسعودية وليبيا وسوريا وإيران، حيث اتهم الحكومة السعودية بتمويل من اسماه «الإرهابيين» وقال إن الحكومة الأمريكية قد فشلت في تقدير الخطر الكبير الذي يمثله الدعم السعودي المالي للمعاهد المدارس الدينية الإسلامية في الولاياتالمتحدة وغيرها. داعيا حكومة بوش إلى ضرورة القيام بإجراءات حازمة في التعامل مع السعودية. وقد جاء هذا الهجوم خلال ندوة عقدت يوم الجمعة في معهد أميركان انتربرايز، الذي يعتبر معقل المحافظين الجدد، تحدث فيها بيرل وزميله ديفيد فروم، الكاتب السابق لخطابات الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي اخترع مصطلح «محور الشر»، حول كتابهما المشترك «نهاية الشر: كيفية كسب الحرب ضد الإرهاب» الذي يعتبره مراقبون أنه سيحدد وجهة نظر المحافظين الجدد واليمين الأمريكي المتطرف المتحالف معهم بشأن السياسة الخارجية للجيل القادم، ويشكل جدول أعمالهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري في شهر نوفمبر من العام الجاري، وما بعدها مع نظرة حول كيفية مواجهة زعامة الولاياتالمتحدة أو عدم مواجهتهم للحرب على ما يسمى الإرهاب. وعزا بيرل السبب الذي دفع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إلى اتخاذ قرار التخلي عن برامج تسلحه والكشف عنها إلى ما حدث في العراق وما حدث للرئيس العراقي صدام حسين ولنظام حركة طالبان في أفغانستان، وقال بأن القذافي «ربما سال نفسه لماذا لا أكون التالي؟» غير أن بيرل شكك في صدقية القرار الليبي واعتبره غير كاف وقال بأن الكثير يعتمد على التفاصيل وحرية الوصول إلى المعلومات الكاملة عن برامج التسلح الليبية، «كما نريد أن نرى كيف يعامل شعبه، فإذا واصل إيذاء شعبه فإن الصفقة لا معنى لها.» واعتبر بيرل إعلان سوريا عن إعادتها 200 مليون دولار من الأموال العراقية الموجودة كودائع في بنوكها إلى العراقيين بمثابة «دفعة مالية مسبقة» وقال بأنه يعتقد أن السوريين سيقدمون دفعات مالية أخرى تكون مرضية، مشيرا إلى «أن هذا يثبت فائدة التلويح باستخدام القوة» واتهم بيرل إيران بأنها ستعمل ما بوسعها لزعزعة الاستقرار في العراق الخاضع للاحتلال الأمريكي داعيا الحكومة الأمريكية إلى التعاون مع من أسماهم «المعتدلين في إيران» من أجل التخلص من نظام الحكم فيها. وفي سياق حملته ضد نظام الحكم في مصر والترويج لسياسة تغيير الأنظمة حتى «الصديقة» للولايات المتحدة، قال بيرل بأن «مصر دولة مدرجة على كشف المرتبات الأمريكي»، وأضاف متسائلا «لا أدري لماذا نواصل الإبقاء على مستوى ما نقدمه من أموال سنويا إلى مصر، وقال «إن هناك مطبوعات رسمية في مصر تندد بالولاياتالمتحدة» وتهاجمها. ووصف بيرل نظام الحكم في مصر بأنه «ديكتاتوري» وقال إن «الدكتاتورية يجب أن تنتهي في مصر» داعيا واشنطن إلى مواصلة التمسك بضرورة تحقيق إصلاح سياسي في مصر. معتبرا أنه سيكون في مصلحة الولاياتالمتحدة ومصر إحداث إصلاحات في «النظام الدكتاتوري في مصر»، لأن هذا سيؤدي إلى الاستقرار. أما فروم الذي وصف النظام الاقتصادي في مصر بالفساد، فقال بأن الديمقراطية في مصر لا تعني فقط انتخابات بل تعني انفتاحا كاملا في المجالات.. في حرية التجارة وإصلاح مؤسسات التعليم، وحرية المرأة وحقوق الإنسان.