أيهما أهم بالنسبة للمرأة الحنان أم «الحنينات»؟ سؤال طرحناه على شباب وشابات تونس، فأتت إجاباتهم تحمل في طياتها اتهامات تسلّط أحيانا على الجنس اللطيف وتنعتها بالتكالب على المادة، هذه الاتهامات صادرة عن الطرف المقابل بالطبع ونقصد بذلك الرجل وأحيانا أخرى يتوافق آدم مع حواء وينصفها ويبرز فيها الجانب الرقيق والنبيل ويؤكد أنها ماتزال تحلم بالحب والحنان والعاطفة الجياشة التي يكنها لها الرجل. ولتتعرفوا على مختلف الآراء والمواقف حول هذا الموضوع تابعوا معنا التحقيق التالي. لا ينكر أحد منا مدى انعكاس النظام العالمي الجديد والتحولات الاقتصادية الهامة التي أعطت الاولوية للمصالح المادية على حساب المشاعر الانسانية على علاقاتنا الانسانية ككل. فالكل يتذمر ويتحدث بلهجة تحسر وأسف على فقداننا لاهم الصفات الانسانية الراقية كالحب والتعاون والصداقة والتسامح. وبالتالي فإن العلاقة الانسانية في مفهومها الواسع تواجه الآن تحولات ومنعرجات حاسمة وخطيرة ويتضح ذلك من خلال غياب مجموعة من القيم والقناعات كحب الغير والقناعة... الخ. وحتى لا نبتعد أكثر عن صلب موضوعنا اليوم الذي يتمحور حول سؤال أساسي هو هل تفضل المرأة التونسية المال على العاطفة أم العكس عند اختيارها لشريك حياتها؟ * ما نحتاجه هو الحب رغم ما قيل وما يقال عن تكالب الفتاة العصرية على المادة إلا أن هذا التحقيق كشف أن عددا هاما من فتياتنا مطلبهم الاساسي من الرجل هو حبه وحنانه لا ماله وثرائه باعتبار أن المرأة اليوم لديها عملها وتستطيع أن تحقق مطالبها المادية بنفسها دون الحاجة الى الرجل. هذا القول والرأي يتوافق مع ما تؤمن به الآنسة رملة التي أكدت لنا أن الفتاة اليوم تحتاج الى قدر كبير من الحنان والحب يغدقه عليها زوجها باعتبار مشاغل الحياة ومتاعبها المتعددة. وتضيف الآنسة رملة أنها مستعدة أن ترتبط برجل متوسط الحال شريطة ان يحبها ويمنحها الحنان الذي تحتاجه حتى تستطيع التغلب على ما تحمله الحياة من متاعب نفسية وجسدية ومادية. صديقتها هدى تشاطرها الرأي وتجد في تعاون الزوجين أفضل سبيل للتغلب على المصاعب المادية ومن ثمة فإن ما تنشده المرأة من الرجل هو الحب والحنان والعطف لا المال والذهب وبسؤالنا لها هل يمكن أن تتزوجي من رجل يكبرك سنا ويملك الكثير من المال فكانت اجابتها تعبر عن رفضها القاطع للمسألة من حيث المبدأ وتقول ان المال لا يعكس أن يمنحها السعادة التي تتطلع اليها في حين أن زواجها من شاب متوسط الحال وحنون أهم بكثير من زواجها من رجل ثري لا تشعر معه بالراحة النفسية. الفتاة منال بن شعبان هي بدورها تبحث عن الحب لا عن المال في علاقتها مع الطرف الآخر. * انتهى زمن الحب ! شق آخر من الفتيات كن أكثر واقعية وعبرن صراحة عن موقفهن المتمثل في سعيهن الدائم لان يكنّ أكثر أناقة ورفاهة وهذا لن يتحقق إلا بالمال الوفير والرصيد الهام في البنوك. فميساء طالبة جامعة نعتت بنات جيلها بالكذب والزيف إذ هن صرحن بتفضيلهن الحب على المال. وانطلاقا من محيطها الجامعي لاحظت ميساء أن أغلبية الطالبات يرتمين في أحضان الرجال الذين يوفرون لهن مختلف طلباتهن من لباس وأكل وسهرات فاخرة. وانه نادرا ما تربط الطالبة الجامعية علاقة عاطفية بحثا عن الحب والحنان. كما تحدث في بعض الاحيان ان تربط الفتاة علاقة مع شاب من سنها تعيش معه قصة حب عنيفة وأخرى مع رجل كهل له مال كثير وقادر على تلبية حاجياتها. * وللرجال رأي في الموضوع اختلفت آراء الرجال حول الموضوع فمنهم من أكد أن المرأة والفتاة بصفة خاصة أصبحت تتلهف على لقاء رجل حنون وعاطفي ورومنسي ويغدق عليها، ومنهم من هاجمها وعاب عليها انسياقها وراء المادة وتخليها عن بعض قيمها ومبادئها السامية. السيد عادل يقر من منطلق تجربته الشخصية أن الفتاة التونسية تبحث في الغالب عن الحب والاستقرار مع شريك حياتها ويرجع ذلك الى المرأة والفتاة التونسية أصبحت قادرة على إعالة نفسها والتمتع بالحياة المترفة بالاعتماد على مالها الخاص... فالمرأة في نظر السيد عادل بدت في حاجة ماسة الى لمسة حنان. ونختم هذا التحقيق برأي السيد نجيب ونيش الذي أقر أن نسبة كبيرة من نساء وفتيات اليوم لا يهمها في الدنيا من الرجل إلا ماله الذي بمقتضاه تضمن لنفسها حياة البذخ والرفاه ويبرر ذلك من خلال شروطها المجحفة التي تسلطها على الخطيب أيام الخطوبة وما تطلبه من مكملات كضرورة وجود سيارة ومنزل خاص وقضاء شهر العسل في أحسن النزل. ويحوصل السيد نجيب قوله بأن المرأة مع «حنينات» الرجل لا مع حنانه.