لاحظت كما لاحظ الكثيرون من عباد الله ان إعلانات السياحة الداخلية تكثر في عز الشتاء. من الصعب جدا أن أقتنع بأن الحب الكبير والدافئ للمواطن التونسي ينزل على أصحاب النزل عندما تكون درجة الحرارة تغازل الصفر... بل أزعم ان هذا الحب البارد مقترن بنزول المداخيل الى أحواز الصفر... عندما تغيب الشمس في عز النهار ويلتف الناس بالصوف والقطن ويزبد البحر وتعصف الرياح يصبح السائح التونسي مرغوبا فيه... والتحدي هو أن نقول لهؤلاء «طلّعوا الشمس» وسنأتي اليكم طائعين راغبين... أحاول أن أفهم كل هذه الحفاوة... أليس في الامر إنّ... ألا يجول بخاطركم حكاية العجلة الخامسة... هب أن الدعوات المعسولة انطلت علينا واصطادتنا الاسعار المنخفضة فبماذا سنستمتع ؟... بالظل والظل موجود في الشارع!... بالبرونزاج أم بالبرداج؟ بالمكيف البارد أم بالزمهرير الذي جمّد فرائسنا... هل سنسبح... سخّنوا البحر وسنأتيكم... تقولون «ماحلاها بلادي» في الشتاء... وفي الصيف تصبح «ماغلاها بلادي»... ترخص الاسعار ولكن لا ترخص العباد... هذا هو الرد المناسب... دفء العلاقات مع السياحة الداخلية في الاعلانات الاشهارية يحتاج الى معجزة غير عادية... معجزة شتوية تكون فيها الفلوس برشة والغلاء «شوية» وفي الاثناء دمتم مع اللمّة العائلية... «برّاد تاي» و»سخان قاز» ومحطة فضائية...