كل النزل المضيفة وغير المضيفة امتلأت بما في ذلك الإقامات العائلية والمحلات السكنية المعدة للكراء وكل محلات الصناعات التقليدية اكتظت بحرفائها وأبواب حدائق الحيوانات التي كانت شبه موصودة فتحت والعربات السياحية المجرورة التي كانت رابضة بمآويها نشطت والمنتزهات ازدهرت والمطاعم فاحت روائح مأكولاتها وتنوعت والجريد استيقظ منذ اليوم الأول من عطلة الشتاء ليستقبل ضيوفه بكل حفاوة وأضحت هذه العطلة عامل إنعاش لقطاع السياحة الداخلية والخارجية فتعددت الرحلات المنتظمة من مختلف مناطق الجمهورية في اتجاه توزر ونفطة وتمغزة من تونس وبنزرت وقابس وتطاوين وقفصة والقصرين ومدنين والكاف وباجة وجندوبة وسوسة وصفاقس والمنستير وغيرها من المناطق الأخرى فشكلت عاصمة الواحات نقطة التقاء لمختلف الشرائح والأعمار. الدقلة والقفة والمروحة فالتونسيون جذبهم دفء الشمس والفرنسيون أعجبتهم الأكلات الشعبية التي تذوقوها وخصوصا "المطبقة" هذا بالإضافة إلى خصوصيات السياحة الصحراوية كما بادر ضيوف ولاية توزر باقتناء عديد الهدايا من منتوجات الجهة لاسيما الدقلة والقفة والمروحة بما ساهم في انتعاشة هذا القطاع حيث أكدت السائحة ستيفاني أن أكلة: المطبقة – لذيذة جدا وحارة في آن واحد وهي بذلك تبعث الدفء في الجسم كما لم تخف محدثتنا إعجابها بالموقع السياحي عنق الجمل والطابع المعماري للمدينة العتيقة. انبهار بالواحات الجبلية الأرقام التي سجلتها السياحة الداخلية فاقت كل التوقعات وعودة الروح لنشاط السياحة الخارجية كانت لها انعكاسات هامة على عديد القطاعات الحيوية وكل الذين زاروا توزر استهوتهم الواحات الجبلية لاسيما تمغزة والشبيكة وميداس وأكد شال سيباستيان (سائح) على أن ما شاهده في تمغزة من شلالات ونخيل على قمم الجبال هو معجزة ومناظر لا توجد في أي رقعة من العالم إلا في تمغزة التي تتمتع بسحر آخر فاستمتع بمباهج الواحات الجبلية وتعرّف عن قرب على شلالاتها ومجاري المياه العذبة المنسابة من بين الصخور. عنق الجمل.. أولا وجمهور الوافدين على توزر شدّهم الترحال بالمناسبة لزيارة الموقع السياحي عنق الجمل وذلك من أجل اكتشاف فرجة طبيعية أخرى لا تقل في الحقيقة جمالا وروعة على ما كانوا اكتشفوه وشاهدوه في شط الجريد ولعل جميعها قد شكلت فرصة للإطلاع على درر ونفائس جميلة من بلادنا وهذا يكفي لنشير أن أحد السياح علق قائلا: قد صدق من وصف تونس بالخضراء – فهي كذلك حقا. والوفود الإعلامية والقنوات التلفزية جاءت من مختلف بلدان العالم سيما من أمريكا وتايوان وألمانيا وليبيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ومن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية لنقل المنتوج السياحي الصحراوي المتفرد إلى بلدانهم وتصدرت ولاية توزر طليعة الأحداث وكانت قبلة الجميع خلال عطلة الشتاء حيث ودعت فيها ضيوفها سنة 2012 في أجواء احتفالية دافئة واستقبلت سنة إدارية جديدة على إيقاع الفرح في مدينة الشمس توزر !