تشهد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تحت ضغط من وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، مناقشات حادة بين مسؤولين في الجيش والاستخبارات الأمريكية بشأن طريقة وتوقيت انتشار وحدات النخبة العسكرية الأمريكية لتنفيذ المهمات المتعلقة بالقضاء على الإرهاب في العالم بأقصى درجة من الفعالية. وقالت صحيفة واشنطن بوست أنه ووفقا لتوجيهات رامسفيلد فإن وحدات سرية من القوات الخاصة معروفة باسم «الفرق الصيادة القاتلة» تلقت أوامر للبدء في مهماتها والبحث عن عناصر القاعدة والمتعاطفين معهم في أنحاء العالم. ونقلت الصحيفة عن ضباط سابقين في القوات الخاصة ومسؤولين في البنتاغون قولهم إن هذه المحاولات أثبتت نجاحا خلال الأشهر الأخيرة في العراق, حيث ساعدت قوات العمليات الخاصة في إلقاء القبض على الرئيس العراقي صدام حسين وعناصر بعثية أخرى موالية له. ولكن في مناطق أخرى من العالم وبخاصة أفغانستان، فإن جنود تلك القوات ومؤيديهم المدنيين قد اشتكوا إلى مسؤوليهم من أن سياسة مكافحة الإرهاب داخل البنتاغون متصلبة إلى حد بعيد في مجال استخدام القوات الخاصة, وحول أية وحدات يمكن السماح لها بملاحقة الإرهابيين المشتبه فيهم. وقال مؤيدو قوات العمليات الخاصة إن القوات العسكرية الأمريكية أضاعت فرصتين لإلقاء القبض على أهم مطلوبين بالنسبة لها هما الملا محمد عمر وأيمن الظواهري خلال العامين الماضيين، بسبب القيود التي وضعت على وحدات القبعات الخضر لصالح وحدتين من قيادة العمليات الخاصة هما قوات الدلتا وما يعرف بفرقة سيل السادسة. وأشار هؤلاء إلى أنه قد تم الحصول على معلومات موثوقة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ومخبرين عسكريين حول دخول الملا محمد عمر إلى أحد المساجد في قندهار في الربيع الماضي، ولكن بدلا من تمرير هذه المعلومات إلى وحدات القبعات الخضر التي كانت تبعد دقائق فقط عن المسجد، فقد التزم القادة العسكريون بالقيود العسكرية المفروضة وطلبوا من قوة دلتا الخاصة التي كانت تطلب تحركها إلى المكان ومراجعة المعلومات عدة ساعات حيث مقرها على بعد مئات الأميال قرب كابول، تمكن الملا عمر خلال هذه المدة من الاختفاء. وحدث الأمر كذلك مع تحديد مكان الظواهري في مستوصف طبي في غارديز بأفغانستان في ربيع 2002 حيث كان ذلك الموقع يبعد خمسة دقائق عن مكان تواجد وحدات القبعات الخضر، وقد تم طلب التدخل من وحدات سيل السادسة التابعة للبحرية الأمريكية، وبسبب الوقت الذي قضته تلك الوحدات في التحضير لتحركها وعمليتها كان الظواهري قد تمكن من النجاة هو الآخر.