أثبتت الكرة الطائرة التونسية أنها تقف على قمة العرش الافريقي وبسط «الطائر» التونسي سلطانه بشكل جعله بعيدا عن كل منافسة على التاج الافريقي. فوز المنتخب التونسي بالتصفيات الترشيحية للألعاب الأولمبية بأثينا لم يكن يقبل أي نقاش. المنتخب الوطني فاز بجميع مقابلاته بثلاثة أشواط لصفر أي أنه لم يخسر شوطا وحيدا خلال كامل التصفيات وهو ما يؤكد جدارته بالتواجد في الألعاب الأولمبية بأثينا ممثلا للقارة الافريقية. الثأر ل...سيدناي المنتخب الوطني ثأر بأفضل طريقة ممكنة لخسارته أمام المنتخب المصري في تصفيات الألعاب الأولمبية بسيدناي منذ أربع سنوات في القاهرة في ظروف غير طبيعية. المنتخب التونسي هزم المنتخب المصري بثلاثة أشواط لصفر وهي نتيجة غير قابلة للمناقشة. هذا الانتصار هو الثالث على التوالي لمنتخبنا الوطني على حساب المنتخب المصري بعد انتصاره عليه في نهائي بطولة افريقيا في القاهرة بثلاثة أشواط لصفر وفوزه عليه في كأس العالم باليابان بثلاثة أشواط لواحد. دعم من أعلى مستوى واكب لقاء منتخبنا الوطني مع المنتخب المصري السيد عبد الحميد سلامة مستشار فخامة رئيس الجمهورية والسيد عبد الرحيم الزواري وزير الرياضة. وفي هذا تأكيد على أن المنتخب الوطني يحظى بعناية فائقة من أعلى سلطات الدولة. ولم يسبق أن تمتّع منتخب الطائرة طيلة تاريخه بما تمتّع به في هذه الفترة. «الأولمبيّة» الثانية ستكون الألعاب الأولمبية بأثينا هي الألعاب الأولمبية الثانية لنور الدين حفيّظ وخالد بلعيد ويدارة بعد الألعاب الأولمبية بأطلنطا بالولايات المتحدة (1966). يقول نور الدين حفيّظ: «المشاركة مرّتين في الألعاب الأولمبية أمر ليس بالسهل وهو يسجّل في تاريخ أي لاعب. أنا سعيد جدّا بالترشح للألعاب الأولمبية بأثينا على حساب المنتخب المصري لأنني لم أنس الطريقة التي حرمونا بها في مصر من الترشّح للألعاب الأولمبية بسيدناي». عودة قويّة الى جانب تألّق نور الدين حفيّظ أفضل لاعب دون منازع في التصفيات الترشيحية لأثينا والمردود الطيب لخالد بلعيد فإن مردود اللاعب حسني قرامصلي كان ملفتا للأنظار سواء في الهجوم أو الصد وكذلك في الارسال الصعب. القرامصلي سجّل خلال التصفيات الأولمبية عودة قويّة الى أرفع مستوى وهو يملك الامكانات التي تخوّل له دوام التقدّم والبروز. تضامن رياضي لاحظنا خلال لقاء تونس ومصر خصوصا تواجد رياضيين من مختلف الاختصاصات كان هناك السيد يونس الشتالي رئيس جامعة ألعاب القوى والسيد محمود الهمامي عضو جامعة كرة القدم والشاذلي الايد المدرّب المعروف في عالم كرة اليد ولاعب الافريقي في كرة اليد المسعودي. انه العلم الوطني الذي يتجمّع حوله الكل بتلقائية وتضامن رياضي صادق. «العميد» في الموعد عديد الوجوه المعروفة في ساحة الكرة الطائرة برزت بحضورها الملفت للنظر في لقاء تونس ومصر. كان هناك المدرّب الوطني السابق والمدير الفني الحالي للأولمبي القليبي حسن بن الشيخ والعضو الجامعي السابق ورئيس فتح حمام الأغزاز السيد زبير الشايب ومدرّب النجم الساحلي فؤاد كمّون ومساعده اللاعب الدولي السابق هشام بن رمضان ورئيس السعيدية السيد نبيل المغزاوي ورئيس فرع الكرة الطائرة بنفس الفريق الباجي الرفرافي. وكذلك حمّادي تاج الوجه الرياضي المعروف ورئيس فرع الكرة الطائرة السابق لنجم حلق الوادي والكرم دون أن ننسى طبعا زيزي بلخوجة أبرز الوجوه في تاريخ الكرة الطائرة التونسية حيث لعب طويلا في المنتخب ودرّبه وعمل مديرا فنّيا لفترة ليست بالقصيرة. تكريم متبادل قام رئيس الاتحاد الافريقي عمرو علواني بتكريم رئيس الجامعة التونسية البشير الوزير كما تمّ تكريم عمرو علواني ذاته اضافة الى حسن أحمد رئيس لجنة التحكيم في الاتحاد الافريقي. المسلماني حقّق الأماني كان المدير الفني للجامعة الدكتور محمد المسلماني سعيدا جدّا وقال ل»الشروق»: «كثيرون اعتقدوا أن الفوز على الجزائر ومصر كان سهلا. العكس هو صحيح. كان هناك تركيز وتطبيق لتعليمات المدرب. نحن منعناهم من اللعب. كنا أقوياء. منتخبنا تميّز في الصدّ والدفاع الخلفي مفتاح الربح». للتذكير نشير الى أن تواجد محمد المسلماني على رأس الادارة الفنية للجامعة اقترن بحصول المنتخب على بطولة العرب وبطولة افريقيا والترشح لكأس العالم وكذلك الترشح للألعاب الأولمبية بأثينا. وهو رصيد جدير بالاحترام. بلا منافس منتخبنا الوطني كان في التصفيات الأولمبية دون منافس والدليل على ذلك عدم خسارته لأيّ شوط حتى أمام منتخبي مصر والجزائر اللذين تراجع مردودهما كثيرا وذلك لا يتّضع أمام منتخبنا فقط وإنما حتى ابان تباريهما ضد بعضهما البعض أو في التباري ضدّ جنوب افريقيا. وترشّح منتخبنا الى الألعاب الأولمبية بسهولة كان منتظرا من طرف جميع أحبّاء الكرة الطائرة. ...الى أثينا ! في الألعاب الأولمبية بأثينا ستكون صفوة منتخبات العالم في الكرة الطائرة. لن تكون هناك مصر والصين وما شابههما لذلك فإن تلك الألعاب ستكون المحكّ الحقيقي لتقييم مدى تطوّر المنتخب وعلاقته «بالعالمية»... فإلى أثينا!