جددت الولاياتالمتحدة مساعيها للحصول على تسهيلات وقواعد عسكرية في عدد من الدول العربية الحليفة لها. ونقلت مصادر مطلعة عن مسؤولين أمريكيين قولهم أن واشنطن بدأت محادثات مع دول مغاربية، فيما تعتزم في الوقت نفسه تنقيح أسلوب حصولها على حقوق التواجد العسكري في الخليج وفي تركيا وأفغانستان. وقالت هذه المصادر أن وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين تسعيان إلى الترويج لمفهوم جديد للقواعد العسكرية الأمريكية بأنه لا يعني وجودا عسكريا دائما في أي من دول المنطقة. وكانت تقارير صحفية ذكرت يوم الأحد الماضي أن واشنطن تريد إقامة سبع قواعد عسكرية في العراق كجزء من جهودها لاحتواء إيران وسوريا المجاورتين للعراق. وقال مسؤولون أمريكيون أن المفهوم الجديد سيستبعد الحاجة إلى قواعد أمريكية كبيرة، وسيؤكد بدل ذلك على خيار وضع معدات بصورة مسبقة تشرف عليها قوة أمريكية صغيرة من أجل الصيانة والنقل، كما أن هناك خيارا أخر وهو وضع مستلزمات عسكرية أمريكية في سفن بحرية أمريكية موجودة في البحر. وقال أندرو هوين، مساعد وزير الدفاع الأمريكي للاستراتيجية «إن الهدف هو توفير المرونة في التعامل مع الأوضاع غير المؤكدة التي نعتقد أنها تميز هذه البيئة.» وأضاف «إننا نحتاج أيضا إلى إعادة تقييم أنواع ومواقع وأعداد وقدرات قواتنا العسكرية في العالم.» وقال هوين إن التغيير الفعلي للمكانة العسكرية الأمريكية في العالم تستلزمه عملية التحويل العسكري، وقال إن التحويل يتطلب ترتيبا جديدا مع الحلفاء يتيح لهم الاستفادة من إقامة منصات أمريكية بصورة مسبقة. وقالت المصادر ذاتها أن مسالة الحصول على حقوق إقامة قواعد عسكرية في الجزائر والمغرب كانت قد أثيرت في مباحثات أجراها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول وعددا من القادة العسكريين الأمريكيين خلال جولة لهم في بلدان المغرب العربي خلال العام الماضي، وتعتقد هذه المصادر أن إعلان ليبيا عن تفكيك برامج تسلحها والمصالحة مع الولاياتالمتحدة يمكن أن يسهل جهود واشنطن لإقامة قواعد عسكرية في دول المغرب العربي ومصر. وأوضحت مصادر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وجود خطة لدى القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا بتوسيع وجودها في تركيا، فإلى جانب قاعدة إنجيرليك في جنوب شرقي تركيا التي استخدمت لنقل إمدادات عسكرية بطريق الجو للقوات الأمريكية في العراق، فإن سلاح الجو الأمريكي يريد أيضا استخدام قاعدة قونا الجوية في وسط تركيا لتدريبات عسكرية متصلة بحلف شمال الأطلسي(ناتو). وقال قائد القوات الجوية الأمريكية في أوربا، الجنرال روبرت فوجلسونغ إن «من المهم من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لنا، كما أنه سيكون هناك فائدة عسكرية كبرى لنا أن نرتبط بقواتنا.» وقال المسؤولون الأمريكيون أن المفهوم الأمريكي الجديد لحقوق مرابطة قوات ومعدات عسكرية أمريكية سيأخذ بعين الاعتبار الحاجات الأمريكية الإقليمية والعالمية وأفضل الوسائل للقيام بانتشار سريع، وهذا سيتطلب قيادة وسيطرة مشتركة في مناطق يمكن أن تستوعب وتوجه بسرعة القوات والمنصات الأمريكية. وقال وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للشؤون السياسية دوغلاس فيث أن «الهدف أيضا هو تقليل الاحتكاك مع هذه الدول من النوع الذي ينجم عن حوادث وغيرها من المشاكل المتعلقة بالحساسيات المحلية» وأضاف «إن إزاحة القوات الجوية الأمريكية السريع من قاعدة الأمير سلطان، على سبيل المثال سيساعد في تحسين علاقاتنا مع السعوديين.»