واشنطن القدسالمحتلة (وكالات) كُشفت أمس مزيد من التفاصيل حول قصة الجاسوس الاسرائيلي في «البنتاغون» حيث رجحت مصادر امريكية متطابقة أن يكون هذا الشخص لاري فرانكلين، «الحليف الايديولوجي» لنائب وزير الدفاع الامريكي بول وولفويتز ووكيل «البنتاغون» دوغلاس فيث. وقالت المصادر في هذا الصدد ان فرانكلين عمل ضابطا سابقا في الجيش الصهيوني وكان وراء غزو العراق والتحضير لضرب ايران وذلك ب «التنسيق» مع أحمد الجلبي، رئيس ما يسمى بالمؤتمر الوطني العراقي. وكانت السلطات الامنية الامريكية قد بدأت منذ موفى الاسبوع الماضي التحقيق في قضية احد المسؤولين في «البنتاغون» مشتبه في «تورطه» في التجسس لحساب اسرائيل. وقال مسؤولون امريكيون ان دائرة التحقيق اتسعت لتشمل مقابلات داخل وزارتي الدفاع والخارجية وذلك بالتعاون مع خبراء في شؤون الشرق الاوسط من خارج الحكومة الامريكية. فرانكلين... والجلبي وفيما تتواصل «حملة» التحقيق بخصوص هذه القضية رجحت مصادر امريكية متطابقة أن يكون هذا الشخص هو لاري فرانكلين المعروف بتقربه من نائب وزير الدفاع الامريكي بول وولفويتز ودوغلاس فيث، وكيل البنتاغون. وكشفت مصادر صحفية امريكية في هذا الصدد ان الاخير (فرانكلين) يعتبر من اهم «الاسماء» في ادارة الرئيس جورج بوش كما أنه لعب دورا اساسيا في الحرب على العراق والسياسات الامريكية المتبعة حيال ايران بل ان البعض يصفه بأنه «العقل المدبر» في البنتاغون حول ايران. وأجمعت مصادر عدّة على أن فرانكلين يعدّ في واقع الامر من أكبر المحرضين على غزو العراق واحتلاله اضافة الى مطالبته بشن عدوان على ايران. وكشفت المصادر ان فرانكلين الذي يشغل في مكتب دوغلاس فيث كان «رجل المهمات الصعبة» بالنسبة الى وولفويتز حيث كان الثلاثة من اكثر حلفاء بوش اصرارا على تدمير العراق. وأشارت المصادر في هذا السياق الى أن مكتب فيث سبق له ان اقام علاقات وثيقة مع الجلبي ويدافع عن نظرية وجود علاقات بين نظام الرئيس العراقي صدّام حسين وتنظيم «القاعدة». وكان الجلبي قد اتهم من جهته ب «التورط» في تسريب معلومات لايران حيث لم تستبعد مصادر في هذا الصدد ان يكون فرانكلين والجلبي قد نسقا ايضا ملف ضرب ايران. لكن الظاهر ان ملف فرانكلين حيال العراق وايران على علاقة كبيرة بالحملة التي تشنها اسرائيل لدفع امريكا من خلال المحافظين الجدد الى ضرب ايران التي برزت كهدف جديد لاسرائيل وحلفائها في الولاياتالمتحدة بعد غزو العراق. حليف... لاسرائيل وقالت صحيفة «الوس انجلس تايمز» و»واشنطن بوست» الامريكيتين في هذا الاطار ان فرانكين سبق له ان عمل ضابطا في سلاح الجو الاسرائيلي. ونسبت الصحيفة الى مسؤولين امريكيين قولهم ان هذا الاخير كان قد سافر الى اسرائيل في مرّات عديدة كخبير في الشؤون العسكرية والسياسية الخارجية. وقد نفت الحكومة الصهيونية من جانبها امس الاتهامات التي وجهت الى جاسوس في البنتاغون بتسريب معلومات سرية الى اسرائيل. وقال وزير الخارجية الصهيوني سلفان شالوم ان هذه الاتهامات لن تؤثر على العلاقات القوية بين الولاياتالمتحدة وتل ابيب. واعتبر مسؤولون صهاينة ان هذه الاتهامات تستهدف الرئيس الامريكي جورج بوش بهدف التأثير عليه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية القادمة.