تابع النظارة عشية الاثنين الماضي الدور النهائي لكأس كرة القدم بين الترجي الرياضي التونسي والنجم الساحلي.. وبقطع النظر عن الفائز في هذه المباراة.. فإن لقاء ثلاثيا مرّ في الخفاء بين القنوات التلفزيونية الثلاث في تعاطيها مع هذه المقابلة والمقصود هنا التلفزة التونسية بقناتيها وقناة«حنبعل» وقناة «نسمة» واجتهد كل فريق في الابتكار والبحث عن ما يثري هذه الفرجة، من خلال الكواليس والتصريحات والتعاليق والتحاليل.. وكان لا بدّ من الانتقال بين هذه القنوات الثلاث أكثر من مرة.. ليكتشف أن قناة «نسمة» استطاعت بحيوية فريقها الرياضي والتقني أن تكسب الرهان في هذه المواجهة.. ومن المؤكد أن الموسم الرياضي القادم سيكون «ساخنا» بعد أن تحرّرت العقول من الاحتكار.. وتنوع المشهد البصري حيث أصبح لا فرق بين قناة وأخرى إلا بالاجتهاد والبحث عن التفرّد والخصوصية والاضافة. نحن وذاكرة التلفزة اختارت «الوطنية الأولى» لسهرات شهر رمضان العودة الى الأرشيف من خلال انتاجات مثلت الى حدّ غير بعيد حجر الزاوية في ليالي رمضان التلفزيونية.. جميل وممتع مثل هذه العودة ل«قصعاجيات» و«كموشة» و«قنديل الذكريات» و«الحاج كلوف».. فهي عنوان الحنين والذكريات.. لكن لا مجال للانصهار الكلي فيها.. فزمننا اليوم غير زمن مضى.. ومشاهد اليوم ليس هو مشاهد الأمس.. والفضائيات غطّت كل أرجاء المعمورة لذا فمن الضروري التفكير من الآن في إعداد وجبات تلفزيونية تتماشى وروح العصر.. تجمع بين الفكاهة والمرح.. حتى لا تبقى تلفزتنا «سجينة» ذاكرتها فقط.