كلما فكرت في كثرة الأحزاب عندما إلا وحط بي ترحال التفكير عند طائر «البزويش». ومن حقك أن تسأل ما علاقة هذا بذاك حتى أحزّب البزويش. أو «أبزْوش» الأحزاب؟ إن الأمر أبسط يا صاحبي من أن يحتاج إلى إثبات أو يستحق تسخير فرق الأبحاث العدلية أو لجنة تقصي الحقائق فالحقيقة جاثمة عارية أمام أنوفنا نراها ونشم روائحها الكريهة. أتحدى أيّا كان منا إن سمع في ساحة السياسة اليوم غير زقزقة «البزويش» التي كسرت رؤوسنا وثقبت طبلات آذاننا. أتحداه وأتحدّى قبله معهد الرصد الجوي أن رأى أو رصد في هذه الساحة غير أسراب البزويش تغطي الجو وتحجب الشمس في الظهيرة على كل عين وبصيرة. أتحداه وأتحدّى قبله نفسي وأتحدى قبله وقبلي لجان إسناد رخص البناء في كل شبر من البلاد إن رأى في هذه الساحة من يبني ويشيّد البناء عاليا سوى البزويش لأعشاشه بالقش في العلالي في رؤوس بواسق الأشجار وتحت أسقف وسطوح المباني. وفيها يبيض وفيها يفرخ ثم يرحل ولا يترك خلفه إلاّ «الزق... زقة» والقش في مهب الريح. وأتحدى التحدي نفسه إن أثبت من «بزْوشوا» الأحزاب و«حزّبوا» البزويش إن كانت أسراب البزويش اجتمعت واتحدت يوما على غير إفساد المزروع. وإتلاف المحصول. أليس لهذا الغرض ترتفع أصوات المزارعين تحاحي البزويش لدرء مضرته. فلماذا ترتفع أصوات وتتعالى أخرى في أغلب الجهات تحاحي أسراب الأحزاب إن حامت في ساحتها؟ ألا تكون في الأمر «بزوشة» أعرف أن البزويش يبقى بزويشا حتى وإن عشش تحت قبّة البرلمان أو في سقف قصر الحكومة أو في أسقف السفارات أو تحت أسطح الاتحادات والجمعيات. وما دام البزويش يبقى بزويشا في كل الحالات فلا تسكت يا صاح و«حاحي معي حاحي».